الجمهورية
السيد البابلى
حادث المنيا.. وفي "رادس"
نتحدث عن الغدر وعن الذين يقدمون الدعم والتمويل للإرهاب الأسود الذي يستهدف بلدنا مصر القوية المتماسكة ونتناول الحادث الجبان الذي لا معني له ولا هدف.. الذي وقع ضد حافلة لإخواننا من الأقباط في المنيا وتسبب في شهداء وجرحي.
هذا الحادث الإرهابي لا علاقة له بالسياسة ولا بالدين ولن يحقق هدفاً أو نتيجة في وطن يدرك جيداً أن محاولات الوقيعة والفتنة بين عنصري الوطن الواحد لن تتوقف. وفي وطن شاهد وعاصر وأدرك أن الإرهاب في جرائمه استهدف المصلين في مساجدهم وفي كنائسهم.. وأنه لا يفرق بين مسلم وقبطي فهو إرهاب حاقد يتلذذ برؤية الدماء والأشلاء ويعتقد بذلك أنه يحقق انتصاراً وهدفاً.
حادث المنيا انعكاس لمعركة مازالت مستمرة ضد إرهاب أحمق يتلاعب بعقول البسطاء في هجمات إرهابية تؤكد أن هناك من يساند ويدعم ويدفع ويوفر المال والسلاح والمعلومات.. وهؤلاء لا ينبغي الانتظار عليهم طويلاً وإن كان الإرهاب لن يظل بعيداً عنهم أيضاً.. وسيدفعون الثمن..!
يأتي الحادث الدنيء في محاولة من أعداء الوطن لتشويه الإنجازات المتلاحقة التي تحققها مصر. سواء في مشروعات واعدة عملاقة. تحقق الأمان للمصريين وتجذب رءوس الأموال الأجنبية والوطنية للاستثمار في مصر.. أو بعد جولات دبلوماسية رائعة للرئيس عبدالفتاح السيسي في الخارج. تجلب الخير لمصر وترفع رايتها وكلمتها في المحافل الدولية.
وهل تذكرون الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي قبل 18 عاماً.. وقام مصور فلسطيني بتصوير لحظات استشهاده لينشر هذه اللقطات في كل وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم دليل إدانة واتهام لنظام لا يتردد في قتل الأطفال والنساء والمدنيين..!
إن جمال الدرة والد محمد الدرة ظهر علي قناة تليفزيونية مصرية ليتحدث عن القضية الفلسطينية مروراً بحادث استشهاد ابنه الذي مازال ماثلاً أمام عينيه. وفي هذا الحديث يتناول مصر ودور مصر ليقول إنه بدون مصر لن تكون هناك أمة عربية.
وبدون مصر أيضاً لن تكون هناك قضية فلسطينية ولن يكون في مقدور أية جهود دبلوماسية أو غير دبلوماسية أن تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني المحاصر في الداخل والذي يبحث عن حقه في الوطن وحقه في الحياة وحقه في الأمن والأمان.
ولقد حاولت دول كثيرة المزايدة علي القضية الفلسطينية والتحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني. ولكنها بتدخلاتها زادت من تعقيد القضية وشاركت في تعميق الانقسام داخل صفوف القوي السياسية الفلسطينية.
كانت مصر هي التي انبرت لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتجميع فصائل ورفاق الكفاح والنضال. وهي التي حرصت علي توحيد الصف الفلسطيني قبل أن تنهار القضية بفعل فاعل من الداخل.
ومصر ليست دولة تتحرك كوسيط بين الأشقاء.. ولكن مصر هي رمز يلتف حوله كل الأشقاء ويجدون فيه الأمل والثقة والاطمئنان.
ومصر التي قامت بهذا الدور العروبي والقومي عبر عقود طويلة من الزمان.. والتي قدمت تضيحات لا مثيل لها بشرياً ومادياً. تعرضت ومازالت تتعرض للكثير من طعنات الغدر من الذين يتربصون بها والذين يقدمون الدعم والمأوي للإرهاب الذي يستهدفها والذين يعتقدون أن في المقدور إقامة نظام جديد في المنطقة لا تكون مصر هي إحدي ركائزه ومحاوره.
***
وأخشي مما قد يحدث يوم الجمعة القادمة في المباراة التي ستجري علي ملعب "رادس" في تونس.. فقد استمعت إلي المذيع التونسي الذي كان يعلق علي مباراة الأهلي والترجي التي جرت أول أمس.. والحديث كان انفعالياً غاضباً بالغ الحدة والتعصب ويتناول المباراة علي أنها معركة وموقعة حربية بشكل مبالغ فيه ومثير للجماهير ومؤدياً إلي العنف.
ويبدو في ذلك أننا نحن العرب لم نعرف ماذا تعني الرياضة بعد.. وماذا تعني منافسات الأشقاء. ونتعامل مع كرة القدم علي أنها دليل التفوق والتميز دون النظر إليها علي أنها مجرد لعبة تفوز فيها يوماً وتخسر يوماً آخر في فرحة بالفوز وتقبل بالهزيمة.
ولذلك فإننا نأمل أن تسود روح الأشقاء مباراة رادس وأن يكون هناك تأمين جيد لفريق النادي الأهلي حتي لا تكون المباراة حلقة أخري في مسلسل يستهدف تعميق الجراح العربية وزيادة مساحة التباعد والاختلاف.
إن كأس أفريقيا سواء ذهب للأهلي أو الترجي فإنه قد ذهب إلي ناد عربي وهذا هو الأهم.. وهذا ما يجب أن نحافظ عليه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف