الأخبار
جلال دويدار
مباراة الأهلي والترجي وليلة من الحزن والنكد
كانت ليلة أمس السبت ليلة حزينة مشحونة بالنكد لجمهور الأهلي وكل ابناء الشعب المصري الذين كانوا يعيشون علي أمل العودة من تونس بالبطولة الافريقية. هذا الأمل لم يأت من فراغ. حيث أن كل الظروف كانت مهيأة لتحقيقه خاصة بعد الفوز في مباراة الذهاب ببرج العرب ٣/١.. لم تكن الحاجة للعودة بكأس البطولة تحتاج سوي التعادل أو الفوز أو الهزيمة بهدف واحد أو تسجيل هدف رغم تسجيل الترجي الثلاثة اهداف.
لاجدال ان النتيجة كانت ثقيلة حيث أن لاعبي الأهلي حتي مع التغييرات التي حدثت.. كانوا تائهين في الملعب وجميع تمريراتهم تتسم بعدم الدقة وهو الأمر الذي اتاح لفريق الترجي قطعها. كان حارس المرمي محمد الشناوي في اسوأ حالاته وكذلك الدفاع وهذه الحالة سهلت علي الفريق التونسي التسجيل وبهذا العدد الكبير من الاهداف. كما ثبت يقينا افتقاد الفريق لنجم الهجوم القادر علي تسجيل اهداف. جاء ذلك نتيجة أن الفريق كان بلا لاعب مهاجم نظرا للغياب الاجباري للمغربي »أزارو»‬.
من ناحية أخري فإنه لايمكن التغاضي عن الموقف العدائي للاتحاد الافريقي من نادي القرن. جاء ذلك باصراره علي وقف هداف الفريق ازارو لمباراتين وهو ماكان له تأثير قوي علي ضعف الهجوم. في نفس الوقت ساهم في ارتباك اللاعبين وتخبطهم والضغوط التي تعرض لها الفريق نتيجة الممارسات العدائية وحصار مشجعي الترجي والتي كان احد مظاهرها اصابة احد لاعبيه بطوبة وهو في الاتوبيس.
زاد الطين بلة اختيار شبكة »‬بين القطرية» التي تحتكر اذاعة المباريات الافريقية لمذيع غاية في السوء. أدت تعليقاته وتحيزه الفاضح لفريق الترجي إلي هز اعصاب المتابعين للمباراة في مصر وفي كل انحاء العالم العربي المحب للاهلي المصري. انه كان عامل ضغط علي هذه الملايين ليكونوا شركاء فيما تعرض له اعضاء الفريق. كان المفروض ألا يكون متحيزا لأي من الفرق التي تلعب حيث انه لا يذيع في تليفزيون تونس. ان هذه العوامل كلها والتي قد تكون متوقعة لاتبرر بأي حال هذا الاداء المخزي لفريق الأهلي. ان هؤلاء اللاعبين ومدربهم الفرنسي يستحقون اللوم الشديد والمحاسبة علي هذا القصور وهذا الاهمال الذي كان بمثابة صدمة للجميع.
أخيرا أقول إن الشيء المؤسف انني لا اتذكر انني شاهدت طوال الشوطين وصول اي كرة اهلوية ناحية مرمي الترجي. كانت كل الشواهد توضح نجاح فريق الترجي في محاصرة الفريق ومنعه من تخطي وسط الملعب. التونسيون تمكنوا من محاصرة لاعبي الأهلي الذين كانوا لاحول لهم ولاقوة. في هذا الشأن فقد كان التحكيم علي احسن مايرام حيث كانت اجادته تقترب من الـ١٠٠٪.. كما ان الانضباط كان يسود الملعب والاستاد الذي ازدحم عن آخره بالجماهير المتحمسة.
علي كل حال ورغم الشعور بخيبة الأمل من جانب الملايين من محبي ومشجي الأهلي فإن هذه هي الساحرة المستديرة. واذا كنا علينا القبول بأن الرياضة مكسب وخسارة الا ان ماحدث في مدينة رادس التونسية كان بكل المقاييس مشهدا غير متوقع. مبروك للترجي وحظ طيب للأهلي في المسابقات القادمة. لابد أن يكون ما جري درساً قاسياً يخضع للبحث والدراسة والتحليل والمعالجة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف