الأهرام
فاروق جويدة
هروب الشباب إلى المقاهى
انتشرت المقاهي في كل ربوع القاهرة وتتفاوت أهمية المواقع والأماكن حسب قيمة الأحياء التي توجد بها المقاهي ولكن الملاحظ أن الأعداد زادت كثيرا وان مئات الآلاف من الشباب يقضون كل أوقاتهم في الشوارع .. إن أخطر الظواهر انتشارا في هذا العدد الرهيب من المقاهي هي تدخين الشيشة في الظاهر والمخدرات في السر .. لقد انتشرت بصورة مخيفة بين الشباب ظاهرة تدخين الشيشة ولا يخلو مقهي من المقاهي من جلسات لذلك بل إن هناك مقاهي مخصصة بالكامل لتدخين الشيشة أما المخدرات فهي تخضع لظروف أخري من حيث السرية في البيع والشراء وأماكن التدخين.. هناك ظاهرة أسوأ وهي انتشار الشيشة بين الفتيات وأصبحت شيئا عاديا وربما شاهدت الأب والأم والأبناء يجلسون علي رصيف المقهي يدخنون الشيشة فلا الأب اعترض ولا الأم توقفت عن التدخين ولن يكون غريبا أن ينتقل الأبناء من تدخين الشيشة إلي دنيا المخدرات .. في الأيام الأخيرة ثار جدل حول إغلاق المقاهي في منتصف الليل كل يوم حتي يعود الناس إلي بيوتهم ويناموا مبكرا ويذهبوا إلي أعمالهم في الصباح.. هناك من اعترض علي هذا الاقتراح فأين يذهب ملايين الشباب الذين لا يعملون إن الشاب يبدأ يومه علي المقهي ويظل يجلس مع زملاءه طوال اليوم ثم يعود متأخرا ومع صباح اليوم التالي يبدأ رحلته مع مقهي آخر.. إن هروب الشباب إلي الشوارع والمقاهي له أسباب كثيرة أن الفضائيات لم تعد تقدم شيئا جادا يمكن أن يجلس حوله الشباب.. كما أن الحوار داخل الأسرة قد انقطع تماما بسبب الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي ومع انتشار مقاهي النت أصبحت كلها وسائل للهروب.. إن شبابنا لم يعد يقرأ فلا يوجد الكتاب الرخيص الذي يشجع علي القراءة ولا توجد رغبة حقيقية في القراءة والجميع اكتفي بالموبايل وما يوجد علي شاشاته من التفاهات.. إن أخطر ما يترتب علي إغلاق المقاهي أن تتوقع الجهات المسئولة زيادة سكانية اكثر من مليون وليد جديد وربنا يبارك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف