نهار
حتي لو كان الهدف هو تقنين صناعة الدراما، وضبط انفلات أسواقها وأسعار النجوم المبالغ فيها، والحد من تكاليف الإنتاج الباهظة (تتجاوز المليارات دون عائد مقابل)!! واستحواذ نجوم بعينها دون غيرهم علي العمل الدرامي... فإن سياسات الاحتكار وسيطرة شركة واحدة علي الإنتاج الدرامي، وعلي توزيعه وقنوات عرضه، لا ينتهي بأي حال إلي انضباط وعدالة، بقدر ما يخلق أزمات متتالية وقلق واضطراب، ويثير غضب الفنانين وضيقهم (حين يجدون أنفسهم مهددين بالبطالة)!!.. فتقليص الإنتاج الدرامي (من ٢٩ مسلسل إلي ٥ أو ٦ مسلسلات) واستبعاد أعمال كثير من النجوم هذا العام (من بينهم عادل لإمام).. لا يحد من سيطرة النجم، بقدر ما يغلق أبواب العمل في وجه آلاف الفنانين والفنيين والعاملين في إنتاج العمل الدرامي (طبعا كثافة الإنتاج الدرامي خاصة في رمضان، يؤدي في الأغلب إلي ضعف المستوي الفني، وحالة من الكساد عكس الهدف من الإنتاج، لكن التقليص والتحجيم واستبعاد الأعمال خطر أيضا يهدد صناعة الدراما).. وهي أيضا خسارة اقتصادية علي مستوي الدولة، بتقليص نسبة الضرائب (٤٠%) التي يدفعها الفنان علي العمل الدرامي الذي يقدمه.
صحيح أن شركة (إعلام المصريين) استطاعت القضاء علي سيطرة رجال الأعمال علي الإعلام والقنوات التليفزيونية.. لكن تظل سياسات الاحتكار، مناقضة لقوانين الإعلام وسياسات الدولة... هيمنة مالك واحد، يعيد تشكيل خريطة الدراما، هو ترسيخ لصوت وحيد، وذائقة واحدة، وتحكم في نوعية الدراما.. أطاحت بالكثير من المنتجين للدراما، وعطلت الدور الفاعل لمدينة الإنتاج الإعلامي، لتقضي علي التنوع والاختلاف وحرية الإبداع.