الجمهورية
السيد البابلى
الإمارات وبريطانيا .. والرشاوي الانتخابية .. وأخطر شارع!!
تعالوا نفهم ونتعلم ونستوعب كيف يتعامل معنا الغرب.. وكيف ينظرون إلينا.. وكيف تتغلب الواقعية علي كل الأفكار والنظريات والمواقف المعلنة؟!!
وفي الإمارات العربية المتحدة. الدولة التي تضم جنسيات من مختلف دول العالم يعملون في سلام وأمان وسعادة واستمتاع بالحياة كما ينبغي أن تكون.. فإن السلطات هناك ألقت القبض علي بريطاني بتهمة التجسس وأحالته لمحاكمة عاجلة قضت بسجنه مدي الحياة بعد إدانته.
ولأن الإنجليز استعمرونا واستنزفوا مواردنا سنوات طوال. فإنهم لا يتقبلون بسهولة أن يكون هناك مساءلة وعقاب لبريطاني من بلاد الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس.. فاحتجوا علي حكم القضاء ومازالوا يحتجون. ولكن بالدهاء والبرود البريطاني المعتاد في التحرك خلف الستار وبأسلوب الضغط مع بعض الود والمحبة الكاذبة لكي يتم الإفراج عن هذا الجاسوس وإعادته لبلاده.
وأتي الكاتب البريطاني رود ليدل ليكشف في صحيفة "الصنداي تايمز" استراتيجية التعامل في هذه القضية التي تترجم أفكارهم وتصوراتهم نحونا. ونظرتهم الفوقية الاستعلائية.. وعبَّر عن سياسات بلاده المتناقضة الميكافيلية قائلاً: يجب أن نبقي الإمارات حليفاً لنا.. وإطلاق سراح البريطاني.
والكاتب يدرك أن الإمارات تستورد سلعاً من بريطانيا بعشرة مليارات جنيه استرليني سنوياً بخلاف صفقات السلاح.
والكاتب عبَّر بذلك عن أزمة الغرب معنا.. فهم يعتقدون أنهم فوق القانون.. وأنهم أوصياء علي المنطقة العربية.. وعلينا السمع والطاعة.
والإمارات مثلها مثل السعودية لن تخضعا للابتزاز.. والسياسة هي لغة المصلحة.. ومصلحتهم لدينا أقوي من مصلحتنا عندهم.. والمهم أن نجيد تحريك أوراق اللعب.
* * *
ونذهب إلي جورجيا.. والملياردير الذي قام بتسديد ديون أكثر من 600 ألف مقترض من أبناء بلده.
وهذا الملياردير اسمه بيدزينا إيفانيشفيلي. وهو رجل أعمال يرأس الحزب الحاكم. وخصومه وثلاث منظمات مستقلة ادعوا أن ما قام به هو نوع من الرشوة الانتخابية!!
وإذا كانت هذه المساعدات تعتبر رشوة انتخابية. فهي أفضل أنواع الرشوة التي تنقذ أكثر من 600 ألف شخص. أصبحوا علي أبواب السجون لتعثرهم في سداد القروض!!
وهي فعلاً الرشوة التي تستحق التقدير لأنها تقدم خدمة اجتماعية أكبر وأهم من الشعارات التي تتحدث عن مشروعات خيالية ووعود انتخابية قد لا تري النور أبداً.
والمواطن في جورجيا مثل المواطن في كل دول العالم يبحث عن لقمة العيش. وعن تحسين أحواله المعيشية.. ولا يوجد مواطن يرفض أن يكون هناك من يقدم له المساعدة ويحصل علي صوته الانتخابي في المقابل.. والأمور واضحة والمصلحة مشتركة.. ولا صوت يمكن أن يعلو علي ذلك.
* * *
ونعود إلي واقعنا ومشكلاتنا وقضايانا.. ونبدأ بالتعبير عن تقديرنا للحملات الأمنية الليلية التي أصبحت منتشرة في كل مكان. والتي أضفت علي الشارع المصري إحساساً متزايداً بالأمن والأمان.
ولقد كنا فيما مضي نغضب ونثور إذا ما تعرضنا للوقوف فترات طويلة في هذه الأكمنة الليلية. وأما الآن فإن وقوفنا لأي وقت والاستعلام عن رخص القيادة والبطاقات الشخصية هو مصدر سعادة لنا لأن هذا يؤكد ويعكس التواجد الأمني الذي طالبنا به والذي نبحث عنه.
ونشيد في ذلك أيضاً بالسلوكيات الرفيعة في التعامل مع المواطنين لضباط هذه الحملات الأمنية ومساعديهم من أفراد الشرطة. فهو سلوك مختلف لتأدية المهام الأمنية بكل الحزم والحسم مع احترام كامل للمواطنين وأدب في التعامل يجبر الجميع علي مبادلة رجال الأمن احتراماً باحترام.
وبكل الأمانة.. الشرطة تتغير.. ولكنها أيضاً تعود. والعودة مختلفة ومشجعة.
* * *
وأكتب عن أخطر شوارع مصر.. عن شارع التسعين في التجمع الخامس. فقد أصبح شارعاً للحوادث المرورية الدامية بسبب رعونة السائقين من أولاد "الذوات".. ولعدم وجود أماكن محددة لعبور المشاة.
فكل يوم هناك حادث في هذا الطريق بسبب التهور والسرعة الزائدة والتحدث في المحمول.
وأمس الأول فإن الشارع شهد مصرع فتاتين وإصابة أخري بسبب سيارة مسرعة دهستهم أثناء عبور الطريق.
والحادث يتكرر بنفس الشكل وبنفس الطريقة وبنفس الاستهتار.. والشارع يتطلب مراقبة مرورية وأمنية دائمة. وضبط السائقين المخالفين.. وتطبيق القانون.. كل القانون.. وعلي الجميع. فالشارع فعلاً بدأ يخرج عن نطاق السيطرة!!
* * *
وأخيراً الدكتورة آمنة نصير. الأستاذة بجامعة الأزهر تقترح مكافأة نهاية خدمة للزوجة. وذلك بحصولها علي نصف دخل الزوج عند الطلاق إذا ما وصلت مدة الزواج 25 عاماً. وقبل ذلك تقدر المكافأة بنسبة عن عدد سنوات الزواج!!..
والاقتراح لا يحتاج لتعليق.. أنتم من يعلق.. والدكتورة آمنة علي ما يبدو تستمد أفكارها من القوانين الغربية.. فهناك يطبقون هذا الاقتراح حتي وإن كانت العلاقة بدون زواج!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف