فوضي ومبالغات وإثارة الإعلام التي تحول كل الأخطاء البسيطة إلي قضايا خلافية تدخل المجتمع في دوامة من تصيد الهفوات والزلات. تزيد من ارتباكه ومن الضعف في اتخاذ القرار وممارسة مهام المسئولية.
.. ومدرس قام بمداعبة طالبة ذات بشرة سمراء اسمها بسملة قائلاً لها: اعربي "بسملة تلميذة سمراء" كنوع من المداعبة. وتوضيح معاني الإعراب.. والطالبة ذهبت لوالدها تشكو المدرس. ووالدها ذهب لوكيل وزارة التعليم بدمياط. والموضوع وصل المواقع الإلكترونية بصحافتها المتحفزة.. ومن المواقع للفضائيات.. والمدرس يتنمر بالتلميذة ويهينها بالحديث عن بشرتها السمراء.. ووكيل الوزارة الذي لم يقم باستدعاء المدرس لكي يستفسر عما حدث في أسلوب من الإدارة التعليمية التربوية. سارع علي الفور إلي نقل المدرس والاعتذار للطالبة التي طلب وزير التربية والتعليم مقابلتها أيضاً والتصوير معها.. والمدرس ربما أخطأ.. والتلميذة قد تكون علي حق. ولكن تضخيم القضايا علي هذا النحو مبالغ فيه. وضار بهيبة ومكانة المعلم. ونوع من الإرهاب لكل مدرس أمام طلابه.. ولن يكون هناك حزم أو انضباط في الفصول مادامت الفضائيات موجودة. والمواقع الإلكترونية تنشر. وفي النشر تشهير وتشويه وأكاذيب ووقائع مختلفة. وهدم وتدمير لسمعة أشخاص ومكانتهم.
إن البحث والوقوف إلي جانب الحق لا يعني الاستهانة بحقوق الاخرين وكرامتهم. ولا يعني أن تكون كل قضايانا وحواراتنا من خلال الإعلام وعلي الملأ.. فهذه قضايا تناقش وتعالج وفقاً للقواعد واللوائح الداخلية وبقدرة علي استيعاب انعكاساتها وتأثيرها.. والسيد سويلم. وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط يقول إن عقوبة نقل المدرس ليست كافية. وهناك عقوبة أخري.. ويا سيادة الوكيل.. مفيش مشكلة.. نقتله ونرتاح!!
* * *
وهذه هي نوعية الأخبار التي يجب أن تهتم بها الفضائيات ومواقع الإثارة والكتائب الإلكترونية.. والخبر هو ما قاله الدكتور مجدي يعقوب. جراح القلب العالمي. وفيه يؤكد أن "العلاج في مركز القلب بالعاصمة الإدارية الجديدة سيكون بالمجان.. هنخدم الشعب ببلاش. وعمرنا ما هناخد فلوس".
والدكتور يعقوب الذي يمارس عمله من مركز للقلب بأسوان. الذي تحول إلي مركز عالمي يقدم لنا بذلك أملاً جديداً في أن هناك من يهتم.. وهناك من يعمل.. وهناك من يقدم شيئاً لبلاده. بعيداً عن المزايدات والوطنية الزائفة.. وكيل الاتهامات وتخوين الآخرين.. والدكتور يعقوب لن يكون وحده في عمله الإنساني. فكل أهل الخير. وما أكثرهم في مصر. سيكونون معه.. فالإنسانية عطاء ومشاركة ورحمة.. وسيكون مركز القلب الجديد نموذجاً آخر لتعاضد المجتمع. في المشاركة والسعي إلي مساندة كل عمل يهدف إلي تخفيف الأعباء. وإعادة الأمل والتفاؤل.
* * *
ووصف مدرب كرة القدم بنادي الاتحاد السكندري حلمي طولان اللاعب المصري بالعامل الكسول الذي يعمل من أجل المال فقط.
وتوصيف طولان سليم تماماً. ولكنه لا ينطبق علي اللاعبين فقط.. ده علينا كلنا!!
* * *
أما الممثلة المخضرمة شويكار فتقول: "مبحبش حد يشوفني وأنا في هذه الحالة".
وشويكار سنراها جميلة في كل الأوقات.. فأحد لن ينسي أن مصر كلها كانت تتابع شويكار وفؤاد المهندس في مسلسلات رمضان. وكانت هي المتعة الوحيدة في زمن لم يكن فيه فضائيات ولا إنترنت. ولا حتي تليفزيون.. وصوت شويكار وحده كان يبطل صيام الصائم!!