الأخبار
جلال دويدار
عشنا وشوفنا.. طعامنا كله من فول وقمح وأرز.. مستورد !!
خواطر
أحسست بخوف كبير علي مستقبل الأجيال القادمة في ظل نقص إنتاجنا الزراعي اللازم لاحتياجاتنا الغذائية. جسد هذه الحقيقة المفزعة تصريح نقيب عام الفلاحين الحاج حسن أبوصدام. حذر من عدم وجود سياسة زراعية واضحة بمصر وانعدام وجود خطط مستقبلية لدي وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية.
ساهم في ذلك ايضا تخلي الاتحاد التعاوني عن دوره في مساندة المزارعين. تمثل ذلك في عدم مساعدتهم في الحصول علي مستلزماتهم الزراعية وكذلك تسويق منتجاتهم وتركهم نهبا للوسطاء وللتجار الاحتكاريين. تركوا الفلاحون بدون غطاء مالي بعد تملص البنك الزراعي عن إقراضهم بفوائد ميسرة. ليس هذا فحسب وإنما أصبح الفلاحون يجدون صعوبة في الحصول علي المخصبات والمبيدات من وزارة الزراعة والجمعيات الزراعية. وان حصلوا عليها فإن ذلك يتم بأسعار السوق السوداء.
قال نقيب الفلاحين إن ذلك جاء من كثرة القرارات العشوائية التي تخلو من الدراسة الكافية. شمل ذلك قرار تقليص مساحة زراعة الأرز بحجة توفير المياه والذي لم يحقق هدفه. أدي ذلك إلي تسابق العالم علي إطعامنا فكانت أوروبا متمثلة في انجلترا وفرنسا يبيعون لنا الفول. وروسيا وأوكرانيا القمح.. إلي جانب استيراد الأرز من الصين والهند.
قال إنه يتوقع زيادة أسعار الأرز إلي مستوي لا يستطيع أحد أن يتحمله. سيحدث ذلك رغم أن هذا المحصول يعد غذاء رئيسيا لكل أبناء الشعب المصري. إن هذا سوف يحدث في ظل تصاعد أسعار الاستيراد التي بلغت ٤١٩٧ دولارا للطن. إن محصلة هذه السياسة سوف تنعكس علي الإنجازات التي حققتها الدولة والتي ستؤدي إلي معاناة المواطنين.
أشار أبوصدام الي إن كل هذه التداعيات سوف نعيشها رغم كل الجهود المضنية التي تبذلها القيادة السياسية لتحقيق التنمية والنهوض بالدولة. أضاف بأننا سنبدأ في جني ثمار هذه المشروعات الزراعية القومية العظيمة في السنوات القادمة. يشمل ذلك استصلاح مليون ونصف المليون فدان ومشروع الـ ١٠٠ ألف صوبة التي نرجو أن نري إنتاجها في العام القادم بإذن الله. نتمني أن تتحرك أجهزة البنك الزراعي والاتحادات التعاونية ووزارة الزراعة والجمعيات الزراعية لخدمة الزراعة والمزارعين وانقاذ ما يمكن انقاذه.
هذا التحذير من الرجل الذي يعايش مشاكل الفلاحين والزراعيين يحتاج إلي تنبه الدولة لأن يكون هناك إدراك وفهم بأن هناك فرقاً كبيراً بين التفكير الأكاديمي والنظري وتفكير الفرد الذي يزرع وينتج. ان من يتولون إدارة المنظومة الزراعية ينطبق عليهم المثل الذي يقول »اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار»‬. إن مهمة عمل هؤلاء الأكاديميين مطلوبة علي ألا تقتصر علي تقديم الإرشادات ولا يمكن الاعتماد عليهم كلية لحل المشاكل الزراعية دون الاستعانة بخبرة الذين يدهم في النار.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف