السيد البابلى
الخليج يتغير.. وأحزاب "الإحساس".. وتهديد "راغب"
دول الخليج العربية تتغير.. وتتغير بسرعة مذهلة في خطوات انفتاحية وليبرالية غير مسبوقة.
وفي مملكة البحرين التي شهدت مؤخرا انتخابات برلمانية في أجواء تنافسية بالغة السخونة فإنه كان من الصعب قبل سنوات قليلة مضت أن تفوز سيدة بمقعد في مجلس النواب في إحدي الدوائر الانتخابية المحافظة.. وكان أي انتقاد من التيارات والجمعيات الدينية القوية كفيلا بإهدار أي فرصة للسيدات للنجاح.
ولكن الإعلامية والناشطة الاجتماعية فوزية زينل استطاعت بعد عدة محاولات لم يكتب لها النجاح من قبل أن تحقق فوزا لم يكن سهلا وأن تخوض أيضا المعركة علي رئاسة مجلس النواب البحريني. وقابل المجتمع البحريني خطوة فوزية بالإقدام علي المنافسة بتفاعل كبير وبحوارات ومداخلات علي شبكات التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض لتولي سيدة هذا المنصب الرفيع.
ولكن مجلس النواب المنتخب كان له رأي آخر. والتصويت كان في صالح فوزية زينل بفارق كبير عن أقرب منافسيها.. ونجحت فوزية لتكون أول سيدة في دول الخليج العربية تتولي رئاسة مجلس تشريعي منتخب.
وفوزية زينل التي اكتسبت خبراتها في التعامل الجماهيري من سنوات عملها الطويلة في التليفزيون ستكون أفضل واجهة تطل منها البحرين علي برلمانات دول العالم الأخري. وستكون أيضا رسالة قوية بأن النساء قادمات وبأن عصر سيطرة الرجل قد انتهت. وقد تبدأ قريبا دعوات تنطلق للمساواة بالمرأة..!
الخليج يتغير.. والمجلس الاتحادي في الإمارات أصبح نصف أعضائه من المرأة أيضا.
والخليج يتغير عندما يغني عمرو دياب في الرياض بالسعودية وسط حضور جماهيري هائل.. وعندما يذهب إلي هناك أيضا المغني أنريكو أجلاسيوس. ويغني ويرقص.
والخليج يتغير لأن الزعامات التاريخية التقليدية في الخليج قرأت المشهد جيدا واستوعبت أن العصر الجديد هو للشباب والمرأة ففتحت أمامهم كل الأبواب.
***
ويعود محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشوري السابق في عهد مبارك وأحد قيادات الحزب الوطني ليحدثنا عن الأحزاب بعد 25 يناير. ويقول إنها تفتقد "الإحساس" الجماهيري لعدم وجود رؤية فكرية لهذه الأحزاب.. وقد يكون علي حق في توصيف فقدان "الإحساس" للأحزاب الحالية. ولكنها علي أية حال تحاول وتجتهد لكي يكون انتشارها وتكوينها طبيعيا بعيدا عن حزب "الهرولة" وهو الحزب الوطني الذي أنشئ علي أنقاض حزب مصر وهرول إليه النواب والسياسيون وتخلوا عن حزب مصر مادام الرئيس أنور السادات قد أصبح رئيسا للحزب الوطني الجديد.
والذي يفسد هذه الأحزاب سواء في الماضي أو الحاضر هو وجود النخب السياسية التي يتسم بعضها بانتهازية عميقة والذين يتلاعبون بمشاعر وآلام الفقراء والكادحين والمهمشين والذين لا يطرحون برامج للتوعية للتنمية الحضارية بقدر ما يتخذون العمل الحزبي طريقا للشهرة والسلطة والنفوذ.
***
ونكتب عن الذين ساعدوا المصور الدنماركي في الفيلم الإباحي الذي قام بتصويره فوق الأهرامات. فالذين قاموا بذلك. وقبضت عليه الشرطة هم مثال ونموذج للعديد من العاملين في مجال السياحة والذين يبحثون عن المال علي حساب سمعة وكرامة الوطن.
وهذه النماذج التي تقبل بالرشاوي والإكراميات وتعتبر السائح هدفا سهلا لاقتناصه هي من يدمر صناعة السياحة في بلادنا. وهي أسوأ تعبير عن حضارة الـ 7 آلاف عام التي يراها السائح في نماذج سيئة هي التي يتحدث ويتعامل معها. وهي أيضا التي تدفعه إلي عدم العودة مرة أخري.
***
والمطرب اللبناني راغب علامة انتقد الأوضاع في بلاده. وأطلق أغنية يوجه فيها انتقاداته ويعبر عن وجهة نظره.
والرد علي راغب جاء من أحد النواب الذي حرض علي قتله وطالب "بتطيير رأسه"..!!
وصحيح أن النائب عاد فاعتذر عن هذا التصريح إلا أنه كان تعبيرا تلقائيا عفويا عكس ضيقا بحرية التعبير وإحساسا بالضعف في مواجهة تأثير الكلمة.
ولكن أحدا لا يعفي راغب أيضا من مسئوليته تجاه وطنه وقضايا شعبه.
فراغب الذي جني ثروة هائلة من الغناء داخل وخارج لبنان لم يقم أو يقدم مشروعا اجتماعيا واحدا لأبناء بلده. واكتفي بالغناء والمزايدة عليهم فقط..!
***
ودخلت قرية "نجريج" التابعة لمركز بسيون في محافظة الغربية التاريخ.
ونجريج هي القرية التي ينتمي إليها محمد صلاح مبعوثنا وواجهتنا أمام العالم.
وكلما حقق صلاح انتصارا رياضيا فإن أهالي نجريج يسارعون إلي الاحتفال وتأتيهم وكالات الأنباء والصحافة العالمية ويتحدثون عن محمد صلاح بفخر وإعجاب بينما الحاج صلاح والد محمد يقوم بذبح العجول وتوزيع اللحوم علي أهالي القرية وبركات صلاح تحل علي الجميع.
***
وأخيرا فإن هذه الرسالة التي ننشر مضمونها هي رسالة العام.. والرسالة من فريق ليفربول الإنجليزي وحملت توقيع كل لاعبي الفريق ومنهم محمد صلاح وموجهة إلي العالم المصري البروفيسور مجدي يعقوب وفريق عمل مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان ومضمونها.. "أطيب الأمنيات من فريق ليفربول للبروفيسور يعقوب وكل فريق عمل مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان.. أكمل طريقك.. أنت لست وحدك".
ولست وحدك يا يعقوب.. مادامت الإنسانية باقية.. ومادامت الرياضة في خدمة الإنسانية.. وليفربول أصبح نادينا المفضل والأول أيضا.