الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم - أنت طبيب نفسك !
أغلبنا فى هذه الحياة لا ينتبه مبكرا إلى أنه وقع فى مصيدة الضغط العصبى إلا عندما يستفحل الداء ويصبح العلاج صعبا وربما مستحيلا فى بعض الأحيان، والسبب فى ذلك أن دوامة الحياة تلهينا جميعا عن الالتفات إلى بعض الأعراض والشواهد المرضية التى نحسها بين الحين والحين، ومع ذلك نتجاهلها ولا نرى فيها سوى أنها أحيانا نوبة صداع طارئة وأحيانا أخرى نشخصها على أنها تلبك فى المعدة يمكن أن يزول، مع أن المسألة غالبا ما تكون أعمق من ذلك وأخطر!

وأغلب الناس – وأنا منهم للأسف الشديد – نستسهل الاعتماد على فتاوى وروشتات الأقارب والأصدقاء وتفسيراتهم العشوائية لمثل هذه المؤشرات البدنية والنفسية المزعجة والمؤلمة فى كثير من الأحيان والتى تستلزم سرعة التوجه إلى أقرب طبيب متخصص، بعدما أصبح ثابتا وموثقا أن غالبية الأمراض العضوية تنتج عن تراكم الاختلال النفسى والعصبى للإنسان.

وقد نصحنى كثير من أصدقائى الأطباء وبينهم الدكتور طارق صلاح جراح العيون خلال زيارة أخيرة له، بعد فترة طويلة من التردد عن قبولى إجراء جراحة دقيقة فى العين أنجزها ببراعة مدهشة بحمد الله، بأنه لمعالجة النفور الذاتى من الذهاب إلى عيادات الأطباء والذى هو نفور منتشر فى معظم دول العالم بأن أعتمد مرحليا على المثل الشعبى الشائع فى مصر «الإنسان طبيب نفسه»، لأنه كلما توافرت للإنسان القدرة على مصارحة الذات وحماية نفسه من عوامل التوتر والقلق والانقباض والاكتئاب ضمن صحة نفسية جيدة، ومن ثم يتطلب الأمر أن ينفرد الإنسان بنفسه مرة كل شهر على الأقل لكى يجرى تأملا دقيقا وأمينا لذاته لكى يعرف متى بدأ يشعر بالقلق وما هى أسبابه وكيف ولماذا تحول القلق إلى توتر وانعكس عليه فى شكل انقباض يتطور إلى اكتئاب قد يتطور إلى إحباط؟!.

وكيف العلاج يا طبيبي؟ قال: عليك بأخذ قسط وافر من الراحة كل يوم والنوم الهادئ العميق وعدم الانشغال بتوافه أو عظائم الأمور لأن ذلك يسبق الأرق ليلا والقلق نهارا، وهذا هو أس البلاء ومصدر الداء لمعظم ما يصيب المرء من أمراض.

خير الكلام:

<< فى راحة البال اختصار للمسافات وللزمن أيضاَ!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف