الجمهورية
السيد البابلى
"الدنيا السايبة".. وإعتذار مجلة.. والأهرامات
في واحد من الأحاديث التي تتسم بنظرة تجاوزها الزمن ولم يعد لها وجود في المجتمع الحالي بعد فترة الإنجازات التي نمر بها فقد تحدث عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز إلي موقع إلكتروني وأدلي بالعديد من الآراء الصادمة ويرجع الباز سبب كل ذلك إلي تطبيق قوانين الاشتراكية بعد ثورة يوليو 1952 التي قادت الشعب كله في اتجاه واحد.
والباز قد يكون محقاً في التوصيف والتشريع. ولكن الباز الذي يتحدث من منظور رؤية خارجية لم يدرك أن مصر تتغير. وأن الخطأ لم يكن كامناً في الشخصية المصرية بقدر ما كان في أساليب الإدارة العقيمة التي لم تكن علي مستوي الأفكار والطموحات.
وعندما تغير أسلوب الإدارة والتخطيط فإن هناك إنجازات هائلة تتم في مصر سيتغير معها شكل وصورة مصر كلها. وهي إنجازات تتحقق بقدرات وعقول وإبداعات وسواعد مصرية.
إن دعوة الباز لإصلاح "الهلهلة" تنطلق من غيرة وحرص علي مصر وأهلها ومستقبلها.. وهي أيضاً دعوة لإعادة هيبة القانون والنظام وتطبيقه.. وهذا هو علي أية حالة ما ينقصنا وما يجب أن نعمل جميعاً علي تحقيقه. فبدون تطبيق القانون. والحقوق والواجبات. والثواب والعقاب.. فالفوضي ستظل سيد الموقف.. وستظل الدنيا فعلاً "سايبة".
***
ونكتب عن قيمة الكلمة ومكانتها.. نكتب عن شجاعة الاعتذار عند الخطأ.. نكتب عن صحافة تلتزم بمعايير المهنية بعيداً عن اختلاق القضايا والمزايدات والدخول في معارك وهمية تفسد علاقة الصحافة بالمجتمع وبمؤسساته.
نكتب عن شجاعة مجلة "ديرشبيجل" الألمانية في الاعتذار عن صفحة كاملة عن أحد محرريها الكبار الذي اعتاد "فبركة" الأخبار وتأليف قصص وحكايات غير دقيقة أو صحيحة في كتاباته.
والمجلة أجبرت الصحفي علي الاستقالة ولم تدافع عنه ظالماً أو مظلوماً. وانتصرت لأمانة المهنة. انتصرت للضمير الصحفي والحق.. انتصرت للأخلاقيات وأبجديات الصحافة واعتذرت.
ويحدث ذلك لأن الصحافة قيمة وقامة. ولأن للصحافة أصولاً وقواعد مهنية وأخلاقية يجب أن تتبع. ولأن هناك من يحاسب ومن يعاقب ومن يملك شجاعة الاعتذار.
ونأسف ونتأسف لأن صحافتنا العريقة تفتقد لهذه المعايير الآن. فعدد من الصحفيين قد أدمن نقل الأخبار والمعلومات من المواقع الإلكترونية دون التأكد منها.. وعدد آخر يختلق أخباراً وموضوعات ولقاءات وأحاديث.. وهناك علاوة علي ذلك من لا يهتم لأن العقاب لم يعد موجوداً.. والنشطاء دخلوا المهنة.. ولم يعد ممكناً السيطرة عليهم. فقد كونوا الائتلافات والأحزاب داخل الصحافة وأصبحوا الأعلي صوتاً. والأكثر أيضاً نفوذاً..!
***
وجاءني صديق من الخارج.. وطلب أن يذهب لزيارة أهرامات مصر الخالدة وأبوالهول العظيم.
وبكل التردد والخوف ذهبت معه.. فالتجارب السابقة في زيارة المنطقة كانت مليئة بسلبيات وسلوكيات لا تشجع علي السياحة ولا قدوم أي سائح لمصر.
وأشهد.. أشهد أن كل شيء قد تغير. وأن رجال شرطة السياحة في كل مكان.. وأن السائح هناك في أمان تام. فلا وجود لمتسولين ولا هجوم علي السائحين من الشحاذيين. ولا عاملين في مجال السياحة يطاردون السائح ويتحرشون بالسائحات. فالمكان كله تحت السيطرة. وكل شيء هناك أصبح يدعو إلي التأمل في التاريخ والعظمة.. وهناك سياحة بشكل جديد علي أرض أحفاد الفراعنة.. هناك تغيرت الأمور واستطعنا استعادة الأهرامات وحفظنا للتاريخ قيمته ووقاره.. وكل التقدير لرجال شرطة السياحة ولأمن مصر الظاهر والخفي الذي حقق الإنجاز.
***
وأكتب أيضاً عن الاستفتاءات والجوائز التي تمنح بالترضية و"للشلل" وبالمزاج دون معايير واضحة أو إبداع حقيقي..!
ويحدث ذلك في كل الجوائز وشهادات التقدير. وفي كل المناسبات بحيث فقدت هذه الجوائز قيمتها والهدف منها.
وكان الممثل حسن يوسف صريحاً عندما حضر حفلاً أقيم في التجمع الخامس قبل عدة أيام لتكريم شخصيات فنية وإعلامية في نهاية عام 2018 وكان هو أيضاً من بين المكرمين حيث قال "أنا مش عارف جاي ليه. بس قالولي تعالي فجيت"..!
والأمر لم يكن غريباً أو مفاجأة.. كلها مناسبات للتصوير وللفساتين العارية وللنجومية الزائفة.. وكله بيكرم كله.. وكله بيلمع كله. وكلها في النهاية "سبوبة" لأطراف عديدة..!
***
وأخيراً.. وفي قرية الشيخ مكرم بسوهاج فقد شهدت القرية حادثاً مأساوياً تمثل في مقتل طالبة 17 عاماً وشقيقها 6 أعوام علي يد زوج خالتهما الذي أجهز عليهما بخنجر بغرض سرقة مصوغات الأم التي يعمل زوجها في الخارج.. ولم يجد بعد كل هذه الجريمة إلا حلق الأم..!! لعنة الله علي الحقد والغيرة والطمع.. والقلوب الحجر.. ربنا يستر..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف