الأهرام
فاروق جويدة
هوامش حرة - سوريا.. إلى أين؟!
مازالت آثار القرار الأمريكى بالانسحاب من سوريا يطرح تساؤلات كثيرة عن أسبابه ونتائجه والآثار التى تترتب عليه.. هناك من يرى أن الرئيس ترامب يريد أن يواجه مشكلات المواطن الأمريكى، وأن تكاليف الحروب كانت كبيرة جدا وأجهدت الاقتصاد الأمريكى وأن على أمريكا أن تجنى ثمار ما دفعت فى هذه الحروب، وإن الأفضل أن يدخل الاقتصاد الأمريكى حالة من الانكماش، خاصة أن العام القادم يحمل مؤشرات صعبة للاقتصاد العالمى..

إن الرئيس ترامب يرى أن الحرب التى خاضتها أمريكا فى الشرق الأوسط كانت أخطاء تاريخية، فهل يمكن أن تفاجأ أمريكا العالم بسياسة جديدة أقرب إلى العزلة..وهل يمكن أن يكون قرار انسحابها من سوريا بداية عهد جديد..إن السؤال الذى يفرض نفسه الآن أن العالم العربى كله تقريبا قد غاب تماما عن كل ما يحدث فى المشهد السورى بل إن الأنظمة العربية اختلفت فى ردود أفعالها ومواقفها من الأحداث فى سوريا وانقسم الدعم العربى العسكري والمادى والسياسى حول القوى المتصارعة فى سوريا، فهل يكون الانسحاب الأمريكى بداية جديدة لعودة عربية إلى سوريا، وهل تكون عودة موحدة أم منقسمة ومع من تكون وضد من..

إن موقف العالم العربى من كل ما جرى فى سوريا كان من أسوأ الصفحات فى التاريخ العربى المعاصر أن يترك العرب سوريا لتعبث فيها عشرات القوات الأجنبية ما بين القتل والدمار والهجرة إلى بلاد الله..إن المؤكد أن هناك أطرافا أخرى تنتظر ما تسفر عنه الأحداث والمواقف بعد انسحاب أمريكا..

هناك إسرائيل التى تتربص بالتراب السورى ومازالت لها أطماع فيه، وهناك روسيا بقواعدها، وإيران بنفوذها، وحزب الله وعلاقاته وقبل ذلك كله هناك تركيا التى مازالت على الحدود السورية، إن هذه الحشود وأمامها الجيش السورى ونظامه الذى لم يسقط رغم كل ما شهد من أحداث كل هذا يطرح سؤالا ..

ما هو مستقبل سوريا أمام الأشقاء العرب وأمام القوى الغازية والمتصارعة، وأمام إسرائيل وتركيا وكلاهما له أطماع لا حدود لها.. إن سوريا الوطن والأرض والنظام تقف الآن على مفترق الطرق ما بين مستقبل غامض وقوى متصارعة.. وأمة عربية تاه منها الطريق..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف