الجمهورية
السيد البابلى
الرجولة و"المخدرات" .. والسم والكلاب
كلام واضح وصريح ومقنع من وزير المالية محمد معيط الذي يقول: "إننا لا يمكن ان نراضي كل القطاعات. ولكن هنرجع نستلف تاني والأجيال القادمة هي من سيدفع الثمن". وحديثه يعني أن يكون هناك سياسات واقعية تحمي وتصون وتمنع انهيار الاقتصاد وتقلباته.
ووزير المالية يريد في ذلك ان يقول أيضاً ان عصر التدليل قد انتهي وأن دعم كل القطاعات يجب أن يكون في إطار يتفق مع موارد وامكانيات الدولة. فالدول لا تخطط سياساتها بالنظر لأسفل القدم فقط وإنما بتجاوز ذلك لرؤية الغد وتأمين المستقبل.
ولقد كان ممكنا ان تمضي الحكومة بنفس خطوات الحكومات السابقة في امتصاص وترحيل الأزمات وزيادة الاقتراض والديون. وهي سياسات لا تجلب معها إلا الانهيار الاقتصادي وربما إعلان الإفلاس أيضاً.
ووزير المالية علي حق. ولابد من تغيير في الفكر والأسلوب والاستيعاب. فالدولة لن تدعم كل شيء.. وعلي كل القطاعات أن تبحث عن وصفة للنجاح والاستمرار... فالدعم المستمر لا يعني إلا التراخي والاستهتار والفساد أيضاً.
***
وشريط فيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن توزيع المخدرات في احدي المناطق الصناعية الجديدة ويدعو الشرطة إلي التدخل والقضاء علي هذه الأوكار.
وتدخل الشرطة مطلوب. ولكن أين الأسرة وأين المجتمع. وما الذي يدعو هذا الشباب الذي ظهر في شريط فيديو إلي الذهاب لهذه المناطق لشراء المخدرات.. ومن دفعهم إلي ذلك وقادهم إلي طريق الإدمان.
إننا في حاجة إلي معالجة علمية وإعلامية لظاهرة انتشار المخدرات. فبعض الناس يذهبون لشرائها. والبعض الآخر تأتي إليهم دون عناء. ولا يوجد "فرح" في منطقة شعبية لا يتم فيه توزيع المخدرات بكافة أنواعها علي الموجودين وعلي أنغام أغاني المهرجانات وحيث الجميع في غيبوبة ما بعدها غيبوبة..!
ولعنة الله علي كل أفلام المخدرات والجنس التي يقودها "الأسطورة" والتي كانت سبباً في قناعات شبابية بأن المخدرات والعنف والسلاح هي من مقومات "الرجولة".
***
ولا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي إلا عن صورة نيفين إبراهيم سعدة مع علاء مبارك أثناء تلقيها العزاء في والدها كاتبنا الكبير الراحل إبراهيم سعدة في مسجد عمر مكرم.
ونيفين التي ظهرت في عزاء والدها بكامل زينتها وبدت عليها أيضاً علامات "الفرح" انتقدت من قام بتوزيع الصورة واصفة من التقطها بأنه باحث عن الشهرة وأن هذه ليست الصحافة التي تعرفها.
وابنة كاتبنا الكبير لها كل الحق في أن تفرح بكل هؤلاء الذين ذهبوا للعزاء في والدها والذين كانوا في مظاهرة تقدير واحترام لكاتب كانت كتاباته نوعاً من السهل الممتنع.
***
ودخلنا في موسم التنجيم وتنبؤات العام الجديد. وبدأت الفضائيات تستضيف خبراء الفلك والأبراج. ومعظمهم لا يتنبأ ولا يقرأ الأبراج والنجوم وإنما يتابع الأحداث السياسية والاجتماعية والفنية ويتنبأ بالتطور الطبيعي لها علي أن ذلك قراءة في علم الأبراج. ولابد ان يصدق في أحد هذه التوقعات. وبعد ذلك يصبح خبيراً وقارئاً للكف والفنجان والودع.. وكل بالدولار والريال - والدرهم. وما أكثر الذين يعتقدون في العرافين.. ويستعينون بهم.
***
واسوأ نهاية لعام 2018 هي الصورة التي ظهرت علي مواقع التواصل الاجتماعي لدموع كلب مات مسموماً في شوارع الإسكندرية بعد أن شاهده الناس وهو يتلوي من الألم..!!
الصورة تحكي وتتحدث عن قلوب لا تعرف الرحمة بالحيوان.. ومن لا يدرك معني الرفق بالحيوان لن يكون في قلبه عطف أيضاً علي أخيه الإنسان.. ولا.. لقتل الكلاب بالسموم.. ابحثوا عن طريقة أخري.. فهي لم تخلق لتقتل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف