فراج اسماعيل
هل أصبحت السجون.. الخليج الجديد؟!
أن يكون في السجون بط وحمام ونعام، وأن يحصل السجين الذي يعمل في بعض مصانع السجون على راتب يتراوح بين 3000 و6000 جنيه، بالإضافة إلى معاشات الضمان الاجتماعي لأسر المسجونين التي بلغت 102 مليون جنيه خلال عام 2018، فهي دعوة مفتوحة "لخليج جديد" بعد أن أغلقت الأزمات الاقتصادية في دوله البترولية الأبواب أمام المصريين فخرجوا منه أفواجا، ومن كان يحلم به لم يعد لديهم أي أمل في السفر!
من قرأ أو استمع إلى تصريح اللواء زكريا الغمري مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون في الندوة التي أقيمت بأكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، قد يخرج بهذا الانطباع، فهل هو تصريح مناسب في أجواء صعوبات الحياة المعيشية التي نمر بها؟!
الذين يعيشون خارج الأسوار لا يتمتعون بميزة هذه الرواتب الخيالية إضافة إلى البط والحمام والنعام. معظمهم يسمع عن النعام ولم يره أبدا.
زوج الحمام تجاوز سعره 60 جنيها وربما أكثر، وبالتالي لا يمكن أن يفكر فيه عاقل خارج الأسوار، أما البطة فلا يقل كيلو المبردة داخل محلات السوبر ماركت عن 45 جنيها، وبالتالي فهي بعيدة عن تفكير العقلاء الذين تتجاوز رواتبهم بالكاد الألف جنيه.
هناك ملايين لا يصلون إلى هذا الرقم، خصوصا المتقاعدون. ربما منتهى حلمهم "الفرخة البيضاء" التي يصل سعر الكيلو إلى دون الثلاثين وأحيانا يتجاوزه، وهذه قد يستطيعها مرة واحدة في الشهر!
ليس هذا احباطا، فهي حقائق واضحة وكاشفة يعيشها الناس خارج أسوار السجون، فلماذا الحديث عن الرفاهية خلف الأسوار، لدرجة أن البعض كتب في السوشيال ميديا ساخرا يطلب معرفة طريق الدخول!
إذا كان المسئول عن السجون يقدم رسالة بذلك عن حقوق الإنسان التي يتمتع بها المساجين، فلا يجب أن يكون هذا هو الأسلوب، لأنك تخاطب شعبا له ظروفه المعيشية القاسية، ومطالب دائما بربط الأحزمة على البطون حتى يتحقق الإصلاح الاقتصادي.