السيد البابلى
الوزيرة وعلم إسرائيل.. وقطر والأسلحة..!
لا حديث مع نهاية عام 2018 إلا عن الأزمة بين الأردن وإسرائيل علي خلفية قيام وزيرة أردنية بالوقوف والسير فوق العلم الإسرائيلي.. وأصل الحكاية أن الوزيرة الأردنية جمان غنيمات وهي وزيرة الإعلام والمتحدث باسم الحكومة كانت في زيارة لمقر النقابات المهنية في عمان ووقفت فوق أرضية المبني وقد رسم العلم الإسرائيلي علي مدخله بحيث يضطر كل من يدخل المبني إلي المرور فوقه ودهسه بالأقدام.. ورئيس الوزراء الأردني في دخوله للمبني استخدم باباً جانبياً. أما الوزيرة فقد وجدت نفسها في أزمة ومعركة دبلوماسية مع إسرائيل التي بينها وبين الأردن اتفاق سلام.. والخارجية الإسرائيلية احتجت بشدة. واعتبرت ما حدث أمراً خطيراً وغير مقبول.. والوزيرة أصبحت "بطلاً شعبياً" بخطوة لا يمكن أن تكون عفوية أو غير مقصودة وتحمل الكثير من الدلالات علي استمرار الرفض الشعبي والحكومي أيضاً لأي تطبيع مع إسرائيل. والتطبيع مع إسرائيل لن يتم وفقاً لاتفاقيات رسمية أو علاقات دبلوماسية أو حتي لمصالح اقتصادية وتجارية.. ولن يكون مقبولاً شعبياً أو رسمياً أن تكون هناك علاقات طبيعية في ظل استمرار معاناة الشعب الفلسطيني والوقوف ضد التسوية الشاملة التي تحقق أحلام هذا الشعب في إعلان دولته المستقلة.
ولن يكون مقبولاً أيضاً أن يكون هناك تطبيع وتقبل للوجود الإسرائيلي في ظل إصرار إسرائيل علي عدم الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها بعد حرب يونيه 1967. ولن يكون مقبولاً كذلك أن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل في ظل استمرار الأوهام الإسرائيلية في إقامة الدولة الدينية الممتدة من النيل إلي الفرات.. فهم لا يبحثون عن التطبيع ولا عن علاقات التعاون والجوار.. هم يبحثون عن الهيمنة والسيادة والاحتلال أيضاً.. هم دولة احتلال لا تريد السلام..!
***
ونتحدث عن الدولة التابع لإسرائيل في المنطقة.. نتحدث عن قطر التي تتحرك في إطار المشروع الإسرائيلي لتمزيق التجمع العربي والتي تعمل وفقاً لمنظومة إسرائيلية أمريكية في زعزعة استقرار وأمن الدول العربية. ونتساءل ويتساءل الجميع عن المبالغ الضخمة التي تدفعها دولة قطر لشراء الأسلحة. فقد تحولت قطر إلي أكبر مستورد للسلاح في العالم وقامت في عام واحد بشراء أسلحة أمريكية وأوروبية بما قيمته 40 مليار دولار. وكل هذه الأسلحة التي تقوم قطر بشرائها يتم تخزينها في الرمال لأن قطر لا تمتلك الكوادر البشرية القادرة علي التعامل مع هذه الأسلحة. كما أنها لا تواجه خطراً عسكرياً يدفعها لشراء كل هذا السلاح.. وقطر لا تدفع للدول الكبري من أجل السلاح وأهميته. وإنما تدفع نفقات السلاح الهائلة من أجل شراء صمت هذه الدول ومن أجل الحصول علي تأييدها السياسي ومن أجل البقاء في ساحة التأثير والقرار.. وياله من ثمن تدفعه قطر علي حساب شعبها الذي زادت ديونه وأزماته وعزلته!
***
ونترك تجار الشر في قطر لنتحدث عن تجار الموت في "داعش" الذين ادعوا أن محبة غير المسلمين "كفر".. والمرصد العالمي لمكافحة التطرف في الأزهر رد علي دعاوي داعش بأنها كلام عار من الصحة قائلاً "كيف يزعم هؤلاء أن محبة غير المسلم ممنوعة بينما أباح الله للمسلم أن يتزوج من الكتابيات وأن يكون بينهما من المودة والمحبة والرحمة ما يكون بين الأزواج".. ولا يحتاج الأمر إلي دراسة وتمحيص وبيانات للرد علي "داعش" وافتراءاتها.. والرد سيكون بتهنئة إخواننا الأقباط في أعيادهم ومشاركتنا لهم أفراحهم.. والعيش معهم في أخوة وأمن وأمان وسلام ومحبة.. وكل عام ونحن جميعاً بخير.. مؤمنين ملتزمين بالتعاليم السماوية ونحاول أن نعمل بها.. يارب.
***
ونذهب لكرة القدم المجنونة.. ونتساءل هل يستحق لاعب كرة قدم في مصر أن يدفع فيه 60 مليون جنيه دفعة واحدة..!
إن النادي الأهلي المصري الذي دفع من قبل أكثر من 30 مليون جنيه في لاعب لا يشركه أساسياً في المباريات يستعد حالياً لدفع 60 مليون جنيه في اللاعب حسين الشحات ليضمه في صفقات يناير لعل وعسي أن يستعيد الأهلي بريقه وتوهجه.. وهذا الإسراف الهائل في هذه الصفقات لا يخدم كرة القدم المصرية ولا يرتقي بها.. هذا الإسراف نوع من المضاربات لإدارات أندية لا تجد من يحاسبها وليست مؤهلة للقيادة أو استثمار الأموال.. والشحات بـ 60 مليون جنيه يا بلاش..!
***
أما محمد صلاح فخر العرب فهو رياضي من كوكب آخر.. وكل الأبواب مفتوحة أمامه لأنه خرج من ريف مصر الأصيل ومازال وفياً للأرض والأهل والأصدقاء والذكريات.. وصلاح الذي يواصل تبرعاته لأبناء قريته. قدم 900 ألف جنيه لشراء أجهزة لمستشفي بسيون المركزي.
هذا الشاب الأصيل يستحق ما حصل عليه من حب وإعجاب الملايين. فهذه هي الثروة.. وهذا هو النجاح.