الأهرام
فاروق جويدة
هوامش حرة وجوه لا تعنى شيئا
من المؤكد أن هناك أصواتا كثيرة ودعتك مع نهاية العام وجاءك صوتها من بعيد يقول كل سنة وأنت طيب.. إن هذه الأصوات هى رصيدك الحقيقى فى الحياة لقد حفظت الود ولم تفرط فى العشرة.. وهناك وجوه غابت فلا هى سألت ولا هى اتصلت وهؤلاء لا ينبغى أن تحزن على احد منهم.. فى العلاقات الإنسانية وهى شديدة الحساسية سوف تجد من أخلص لك ومن باعك ومن اختفى فى ظروف غامضة إن الذى أخلص يستحق أن ترد له السلام بألف سلام لأنه عملة نادرة فى زمان يفرط فى كل شىء أما من باع فما أكثر الصفقات المشبوهة فى أسواق المزايدات الإنسانية ولن يسعدك أبدا أن تجد نفسك معروضا للبيع أو الشراء.. أما من اختفى فى ظروف غامضة فهناك رفاق السفر قد تلتقى بهم فى أى مكان بالصدفة والصدف فى حياة الإنسان قد تمنحه شيئا جميلا وجديدا وقد لا تعنى شيئا على الإطلاق.. فلا تنتظر من رفاق الصدفة أن يصبحوا شيئا آخر لأن كل شىء ينتهى على محطة قطار أو مقهى فى ليلة شتوية باردة.. إن من يستحق البقاء من كل هذه الوجوه هو هذا الإنسان الذى لم ينس أن يرسل لك وردة خريفية فى نهاية عام يرحل أما هؤلاء العابرون وما أكثرهم فلا تتوقف عندهم كثيرا إنهم مثل الطيور المهاجرة التى تنام فى أى مكان وليس لها وطن أو عنوان.. نهايات الأعوام والساعات التى تدق فوق رءوسنا تمثل نهاية السنة المالية حين يقف الإنسان مع نفسه ويرى ما أنجز وما اخفق فيه وما بقى لديه من أحلام مؤجلة وصداقات لم تفقد بريقها مع الأيام وتتحول إلى قطع من الصدأ..إنها تبقى مضيئة لامعة تتحدى الزمن والجحود وقد تبدو قليلة فى عددها أمام تلال تراكمت من الأرقام فى أجندة العمر.. ولكن من قال إن الأشياء بالعدد.. صديق واحد يسأل عنك بود أفضل من عشرات الأرقام التى لن تحفظ فيها شيئا أمام شاشات التليفون المحمول.. فى زمان مضى كنت تحفظ عشرات الأرقام وكلها تاهت على الشاشات وربما بقى رقم واحد أو رقمان لقلوب أسعدتك ومازلت تحفظها لأنها تستحق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف