جلال دويدار
مشـــكلة خطيـــرة وبســـيطة تؤكــــد القصــــور والتخــــلف
خواطر
من بين ما يقاس به تقدم الدول الحرص علي راحة مواطنيها وزوارها خاصة فيما يتعلق بقضاء حاجاتهم وهو أمر يدخل ضمن المسئولية البيئية المرتبطة بالنظافة الصحية والمظهرية. هذا الأمر يتمثل في توفير دورات المياه في الشوارع مثلما كان قبل سنوات طويلة. دفعني للكتابة عن هذه القضية ما قرأته علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي عن شكوي حول إختفاء دورات المياه من شوارعنا وهو الأمر الذي يضطر البعض الي قضاء حاجتهم في الأماكن البعيدة عن الأنظار بالشوارع أو بالطرق العامة. هذا القصور كان وللأسف مثار تعليقات ولوم من جانب الاعلام الدولي بناء علي شكاوي.
حل هذه المشكلة التي لا يمكن النظر اليها بعدم مبالاة نظرا لضرورتها وأهميتها يتطلب أن تكون هناك اجراءات فاعلة من جانب المحليات باعتبارها عملا مفيدا بدلا من تبنيها »للهيافات» إنها تتطلب أن يتم تعميم انشاء هذه الدورات في شوارع المناطق الجديدة.أما بالنسبة للشوارع والمناطق الحالية خاصة السياحية منها فانه يمكن اللجوء الي اقامة دورات للمياه سابقة التجهيز والمنتشرة في الكثير من بلاد العالم.
هذه التجربة ليست غريبة علينا فقد سبق أن أقدم عليها وزير السياحة الأسبق أطال الله في عمره فؤاد سلطان. جري ذلك عندما أقيم العرض الدولي لأوبرا عايدة في معبد الأقصر حيث فوجئ بعدم وجود دورات مياه لاستخدام الحاضرين من كل أنحاء العالم. لحل المشكلة أصدر تعليماته باقامة هذه الدورات السابقة التجهيز في موقع الحدث. هذه التجربة تؤكد أننا في حاجة الي عقول خلاقة ورغبة حقيقية في خدمة الصالح العام.
لا أعتقد أنها مشكلة علي الاطلاق أن تحصل إحدي شركاتنا التصنيعية علي التكنولوجيا البسيطة لصناعة هذه الوحدات يمكن أن تتولي هذه المهمة المصانع الحربية. من المؤكد أن التكلفة ستكون في هذه الحالة اقل بكثير من الاستيراد من الخارج. تمويل هذا المشروع يمكن ان يتم عن طريق صندوق يعتمد عوائده علي تبرعات رجال الأعمال ومساهمة من موازنة الدولة. يضاف لذلك مساهمة صندوق السياحة الذي بدأ يتعافي مع انتعاش حركة السياحة باعتبار انه يستجيب لحاجة سياحية ملحة.
إن توافر دورات المياه في الشوارع والطرق العامة مطلب مهم في إطار الجهود الساعية لجذب المزيد من السياح والزوار. لا يجب النظر الي مثل هذه الأمور بالاستخفاف الذي إن دل علي شئ فإنما يدل علي عدم الخبرة بهذه المتطلبات البسيطة واللازمة للنهوض والتقدم. ان تنفيذها لا يحتاج الي توجيهات وتعليمات وانما يحتاج لوجود ملكة الفهم والادراك والوعي لدي المسئولين عن المحليات.