الأخبار
جلال دويدار
رئاسة السيسي للاتحاد الإفريقي إحياء لعصر تاريخي في العلاقات
خواطر
تسلم الرئيس السيسي لرئاسة الاتحاد الإفريقي وفي ظل ما بلغته علاقات مصر الإفريقية حاليا من تعاظم.. يذكرنا بالعصر الذهبي الذي كان يربطهما في الستينيات والسبعينيات. ما شهدته هذه الفترة من أحداث فريدة.. تجسدت فيما اضطلعت به مصر عبد الناصر من تحركات غير مسبوقة لرعاية الحركات التحررية للخلاص من الاستعمار والاحتلال.
هذه الفترة تمثل العصر الذهبي للعلاقة المصرية الأفريقية التي كان وراءها جمال عبدالناصر. في ظل هذا الدور المصري توطدت العلاقات المصرية الإفريقية في كل المجالات. هذه المواقف من عبدالناصر كانت سبب العدوان من جانب الدول الاستعمارية المتمثلة في كل من بريطانيا وفرنسا. ساهم في الاقدام علي هذا العدوان تأميم لقناة السويس. استهدفت هذه الحرب إسقاط عبدالناصر ولكنها انتهت بالفشل بتدخل رئيس امريكا أيزنهاور ومطالبة الدولتين بإنهاء عدوانهما.
نفس هذه الأسباب كانت وراء عدوان ١٩٦٧ الذي شاركت فيه بشكل أساسي إسرائيل وتمكنت من احتلال سيناء. كل هذه التحركات العدوانية تمت وسط تأييد كامل لمصر من إفريقيا التي كان تم تحريرها بالرعاية المصرية.. بعد رحيل عبدالناصر شهدت العلاقات المصرية الإفريقية فتوراً.
حدث ذلك رغم الانتصار التاريخي في حرب ١٩٧٣ الذي حققه الرئيس محمد أنور السادات الذي تولي الحكم بعد رحيل عبدالناصر. جاء انتصار أكتوبر بمثابة زلزال هز أركان إسرائيل. تجسد ذلك فيما جري خلال فعاليات هذه الحرب من استغاثات لزعمائها موجهة الي أمريكا لإنقاذها من الفناء. أدي التدخل الأمريكي لصالح ربيبتها إسرائيل إلي لجوء السادات إلي القبول بالهدنة.
انتصار حرب ٧٣ مهد الطريق لمباحثات السلام. مدعومة بأقدام السادات بمبادرة زيارة إسرائيل وإلقاء خطاب في الكنيست. أكد في هذا الخطاب أن ما قامت به مصر كان تحريرا للأراضي العربية المحتلة. بدأت عقب ذلك مباحثات السلام التي كان مطروحا فيها انسحاب إسرائيل من أراضيها المحتلة.
بعد عقد اتفاق السلام في كامب ديفيد برعاية إمريكية بين مصر وإسرائيل دعت الدول العربية إلي مقاطعة مصر السادات. مارست الضغوط علي كل دول العالم لمشاركتها هذه المقاطعة. استجابت العديد من الدول الإفريقية لهذه الضغوط. كان من نتيجة قطع وتجميد العلاقات مع عدد من الدول الإفريقية.
استمرت حالة الفتور التي شابت العلاقات المصرية الإفريقية إبان حكم الرئيس مبارك حيث عظم منها محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها عند زيارته لإثيوبيا في يونيو ١٩٩٥. استمر هذا الحال سنوات وسنوات حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد ثورة ٣٠ يونيو الشعبية. استطاع بالهدوء والعقلانية وتبادل الزيارات الرئاسية المتبادلة مع قادة إفريقيا أن يعيد اللحمة للعلاقات الأخوية.. ساهمت مصداقية القيادة المصرية في استعادة الثقة في الدور المصري الإفريقي التاريخي.
حرصت مصر السيسي علي دعم وتأييد كل ما يحقق مصالح دول القارة في كل المحافل. ترتب علي ذلك الاجماع الافريقي علي اختيار مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي لهذه الدورة.
إن أمام هذه الرئاسة التحديات التالية:
> العمل علي إنهاء الصراعات المسلحة بما يحقق الأمن والاستقرار.
> بذل كل ما يمكن من أجل التنمية واستثمار الثروات.
> دعم الروابط بما يحفز ويساعد علي تعظيم التعاون في جميع المجالات خاصة الاقتصادية.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف