جلال دويدار
موقــف مخــزٍ للعـــرب والمســــلمين من العدوان علي حقوقهم ومقدساتهم
خواطر
ليس من توصيف لما أصبح عليه حال العالمين العربي والإسلامي سوي أنه »مسخرة ومخزٍ». هذا الوصف يجسد موقفه من تآمر وعدوانية اسرائيل بدعم ومساندة ولية نعمها امريكا. تمثل ذلك في قراري ترامب بإعطاء القدس العربية والجولان السورية لإسرائيل.. إذلالا للعرب.
هذا الموقف لم يقتصر علي الصمت المخزي والبيانات التي تعكس الضعف المزري تجاه العدوان البين ضد الحقوق العربية المشروعة. إنه وللأسف شمل ايضا اقدام بعض الدول العربية علي التواصل وتبادل الزيارات مع هذا الكيان العدواني. هذا الذي يحدث ليس الا تعبيرا عن مباركة لكل ما حدث ويحدث.
ان هذه الدول العربية اختارت القبول بهذا السلوك الاستسلامي تجاه ما يوجه إليها من ضربات موجعة. انها بذلك تؤكد انه لم يعد لها وجود أو قيمة علي الساحة الدولية. انها أصبحت بذلك فريسة للنظرة الضيقة غير السوية تجاه كل ما يمس المصالح القومية متجاهلة امكانية امتداد هذا العدوان إليها.
إنني ادرك بالطبع استحالة الصدام مع امريكا الدولة التي تقود ببجاحة متناهية العدوان علي الحقوق العربية. رغم ذلك فان أمام هذه الدول اجراءات كان يمكن أن تعبر بها عن الرفض والاستنكار المشرف. كان يمكن في هذا الشأن الاقدام علي سحب السفراء للتشاور وهو أمر لم تجرؤ عليه أي دولة عربية.
هذا الأمر كان من المفروض أن تقدم عليه الدول العربية المتصلون بما يجري مباشرة. يضاف إليهم الدول الإسلامية من واقع حماية المقدسات الإسلامية.
ما يلفت النظر مواقف بعض الدول غير العربية وغير الاسلامية من القرارات التي اتخذها ترامب ضد الحقوق العربية والشرعية الدولية. انها كانت أكثر قوة في رفضها ودعم قرارات الشرعية الدولية.
إن بلوغنا هذا الوضع المأساوي يعود وبشكل أساسي إلي صراعاتنا وتآمر بعضنا علي البعض. ليس خافيا أيضا أن بعض هذه الدول وللأسف انجرفت نحو الخيانة والعمالة ضد المصالح العربية الوطنية والقومية.
حول هذا الذي جري فإن الأنظار تتجه الي القمة العربية التي ستعقد في تونس.. الكل وعلي ضوء تصريحات المتحدث باسم هذه القمة في انتظار ما سوف تتخذه حيال ما تتعرض له الحقوق العربية من انتهاكات.