في الخامس عشر من هذا الشهر فإن مجلس النواب سوف يستعرض بشكل نهائي التعديلات الدستورية المقترحة وسوف يقوم بالتصويت عليها تمهيداً لإرسال قرار التصويت إلي الهيئة العليا للانتخابات التي ستحدد موعد الاستفتاء علي هذه التعديلات.
وسوف يمثل الاستفتاء فرصة جديدة لشعب مصر للتوجه بكثافة إلي صناديق الانتخابات للمشاركة وإثبات وترجمة الوعي الشعبي في المحافظة علي استقرار وأمن مصر وتجنب دخولها مرحلة من الاجتهادات والمغامرات قد تهدد خطط الإصلاح وعودة الدولة لقوتها وهيبتها.
والاستفتاء لا يعني مجرد الموافقة أو الرفض للتعديلات الدستورية بقدر ما يمثل الوعي الحقيقي للشعب في سلطته المستقلة لاتخاذ قراره الوطني وتأكيد دوره ومكانته في رسم ملامح مستقبله وتحديد مسار واتجاه الدولة.
وسيكون هناك إقبال كبير علي التصويت علي الاستفتاء بعيداً عن الحملات المشبوهة للمقاطعة السلبية بعدم التصويت لأن الشعب يدرك أهمية الرسالة التي يبعث بها للعالم كله في التوافق الوطني وفي الإجماع والتلاقي الشعبي علي أهداف قومية وراء قيادته في صورة من صور التلاحم التي تعكس قوة مصر ومعدن شعبها.
***
ونعود لمشاكلنا وحواراتنا في الدولة التي تتغير والتي يزداد وعي شعبها بحقوقهم وتطلعهم لمستوي أفضل من الخدمات التي هي حق أصيل لهم. والدكتور محمد عبدالحميد أمين صندوق نقابة الأطباء وفي حديث عن الظاهرة الجديدة المتمثلة في الاعتداء علي الأطباء في المستشفيات الحكومية يقول إن السبب يرجع إلي قلة الإمكانيات لدي المستشفيات والأطباء.
وما يقوله الدكتور عبدالحميد قد يكون صحيحاً نظرياً ولكن الاعتداء علي الأطباء له أسباب أخري عديدة من بينها الإحساس بتقصير الأطباء الإنساني وعدم تقديرهم للحالة النفسية لأسر المرضي الذين ينقلون للمستشفيات في حالة حرجة.
فالأطباء يتعاملون مع المرضي علي أنهم مجرد "حالات" بينما الأهالي يبحثون عن الرعاية الكاملة. وعن أطباء يتفاعلون معهم ويبذلون أقصي الجهد في ظل الإمكانيات المتاحة.
ولو بذل الطبيب كل الجهد وأظهر إخلاصاً وتفانياً في عمله فإن أهل المريض لو قدر له الوفاة سوف يتقبلون الأمر علي أنه القضاء والقدر وأن هذا هو عمره المكتوب له ولن يكون هناك نوع من التذمر أو الاعتداء علي الطبيب.
***
وماذا سيقول أمين صندوق نقابة الأطباء في قرار محافظ كفر الشيخ الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه الذي قرر في نفس اليوم إحالة 30 طبيباً إلي التحقيق لتغيبهم بدون إذن أو بسبب الإهمال. فهل تغيب الطبيب عن العمل يرجع أيضاً لقلة الإمكانيات أم للاستهتار ولعمله في مكان آخر..!
إن جولة في أي محافظة من محافظات مصر عن الأطباء المتواجدين لأداء عملهم ومسئولياتهم سوف تكشف عن غياب شبه جماعي لهم وسوف توضح لماذا يغضب أهالي المرضي ولماذا يعتدون علي الأطباء إن وجدوهم..!
إننا ندافع دائماً عن الأطباء وخاصة في أقسام الطوارئ والحوادث ونطالب بتحسين أوضاعهم المادية وإمكانياتهم العملية. ولكن العديد منهم لا يساعدون أنفسهم بالالتزام في العمل. وأيضاً بالمعاملة الإنسانية للمرضي سواء كانوا من القادرين أو من "الغلابة".
***
ونظل مع الطب والأطباء والمرضي.. والدكتورة مايسة شوقي أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة التي تقول إن 26% من المصريين يعانون من مرض الضغط العالي وأن 15.5% مصابون بالسكر..!!
ورغم أن النسب تبدو عالية. إلا أننا نعتقد أنها لا تمثل النسبة الصحيحة. فالضغط والسكر والكوليسترول أصبحت من أمراض العصر. والناس لا تدري خطورة هذه الأمراض وتأثيرها علي الوفيات المفاجئة. وتعتقد أن من عنده السكر "دمه زي السكر"..!
***
ونعم الأهلي يستطيع.. فالنادي الأهلي الذي تلقي هزيمة قاسية بخمسة أهداف من فريق لجنوب أفريقيا يستطيع العودة في لقاء القاهرة بالإرادة وبصوت الجماهير.
والعيب.. كل العيب أن تكون هناك حملات "للشماتة" في الأهلي وإحباط اللاعبين قبل لقاء العودة.
وزوجة لاعب كرة قدم من ناد منافس للأهلي في البطولات المحلية و"دمها أبرد من الثلج".. سخرت من هزيمة الأهلي علي مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة تستحق معها الكارت الأحمر علي سوء التعليق والوقاحة... ومذيع من الذين يتقاضون الملايين مقابل أن يتحفنا بسخافاته وتعليقاته المستفزة أظهر أيضاً نوعاً من الفرح الممزوج بثقل الدم قائلاً "إن شاء الله تطلعوا من أفريقيا"!!
والذين يتحدثون بهذه الطريقة والذين يحولون الرياضة إلي فتن وأزمات لا علاقة لهم بالرياضة ولا بتشجيع أي فريق يلعب باسم مصر.. هؤلاء لا يحبون إلا أنفسهم فقط..!!
***
أما مذيع فضائي آخر من الذين يجيدون "عوجة" اللسان ومخاطبة البسطاء وتسليتهم بنظرياته وآرائه الخالدة فقد ظهر يشكو ويقول "مش معايا فلوس أرخص عربيتي وبتكسف من ضباط المرور"..!! وياراجل عيب قول كلام تاني ومعقول ومحترم..!
***
وفي تحقيق مثير ومؤلم لأحد المواقع الالكترونية جاء فيه أن هناك زيادة كبيرة في أسعار المقابر وصلت إلي 900 ألف جنيه والتشطيب "سوبر لوكس" وناقص بعد ذلك أن يقولوا لنا إن الجثث سيتم تحنيطها أيضاً.. وسيتم وضع أموال المتوفي والذهب بجواره لحين العودة للحياة مرة أخري..!! فعلاً إحنا فراعنة.