الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم نحن.. ومثلث الخطر!
أظن أننا بحاجة إلى إطلالة على ما يجرى من أحداث متسارعة فى المنطقة وتحديدا ما يجرى فى الجزائر والسودان وليبيا حيث تتوالى المفاجآت بعد المفاجآت وتتوالد الأزمات تلو الأزمات دون أن تتضح بشكل كامل طبيعة الأهداف والتوجهات التى يراد لها أن تشكل صورة النهاية المرتجاة!.

والواقع أن التشابه بين ما جرى فى المنطقة قبل 8 سنوات كانت كلها خرابا ودمارا وفوضى مازالت بقاياها شاهدة عليها حتى اليوم وبين ما يجرى الآن يعكس قدرا كبيرا من ملامح الأزمة التى تعيشها المنطقة بسبب أخطاء ذاتية لا يمكن إنكارها وأيضا بسبب العديد من الأهداف والمخططات والسياسات الإقليمية والدولية باتجاه الإبقاء على درجة عالية من التوتر تحت تأثير رياح الحرب النفسية لتفتيت دول المنطقة!.

ولأن مصر واجهت هذه المخاطر ونجحت بحمد الله فى احتوائها وتجاوزها بوعى شعبها الذى خرج عن بكرة أبيه فى 30 يونيو 2013 مستدعيا درع الحماية والأمان فإن من واجب مصر ومن صميم مسئوليتها أن تراقب بكل الاهتمام ما يجرى فى هذه الدول الشقيقة وألا تغمض عينيها عما تنطوى عليه هذه الأحداث من مخاطر تتجاوز حدود هذه الدول وتحمل فى طياتها نيات سيئة بقصد توسيع مساحات الفوضى والاضطراب فى المنطقة مجددا!.

إن مثلث الخطر المعبأ بكل أدوات النار والفوضى وعدم الاستقرار فى ليبيا والسودان والجزائر يستوجب منا أن تكون عيوننا مفتوحة بحكم التواصل الجغرافى والتشابك الأمنى عربيا وإفريقيا وليس فقط كإحساس عاطفى وتاريخى لأنه لا يمكن أن يغيب عن أذهاننا أن ما بين مصر وهذه الدول الثلاث تحديدا يشكل ارتباطا وثيقا فى الماضى والحاضر والمستقبل لضمان رسوخ ركائز الأمن المشترك.

ولست هنا بين تهويل لا مبرر له أو تهوين لا يجوز القول به ولكننى أرى بعين محايدة وواعية أن الموقف فى دول مثلث الخطر موقف غريب ومثير وخطير بعد أن تعددت أشكال وأنماط الأسلحة المستخدمة فيه لخدمة الحرب المسلحة كما فى ليبيا والحرب النفسية للدق على الأعصاب كما فى الجزائر والحرب الاقتصادية كما فى السودان.

مشكلة محيرة فى مثلث استراتيجى خطير لكن مصر قادرة بعون الله على أن تتعامل مع هذا المأزق لحماية ذاتها ومساعدة أشقائها.. وأظن أنها قد بدأت بالفعل!.

خير الكلام:

<< قد تصنع الأزمات أبطالا ولكنها تفضح المغفلين!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف