الأهرام
د. عمرو عبد السميع
حالة حوار - شارع الثورة
وعدتكم من قبل بتعقب حالات القذارة والقبح فى شوارع العاصمة، وليس هذا من باب إحراز الأهداف أو تسجيل النقاط فى مواجهة أجهزة الإدارة، ولكنه لتنبيه من شاء أن يتنبه إلى ضرورة معالجة الأوضاع المعيبة التى تعيش القاهرة فى إسارها، وضمن ما أشرت إليه فى هذا الإطار حالة شارع الثورة فى مصر الجديدة، حين اندفع إرهابيو الإخوان وغوغائيو عملية يناير 2011 إلى الكتابة على جدرانه، وتسطير أحط العبارات وأقذرها، سياسيا وأخلاقيا ووطنيا، وطالبت وقتها بضرورة إزالة آثار ذلك العدوان وتنظيف تلك الجدران وطلائها وترميمها..

اليوم رأيت تلك العملية تبدأ بعد ثمانى سنوات من عملية يناير، فانطلقت عمليات طلاء للسور المتعدد الدرجات أمام مسشتفى فلسطين وجار العمل فى باقى الشارع، ورغم أن ذلك الدهان والنقاشة يتم بلون أغمق من الأصل، وعلى نحو يجافى الذوق ودون ترميم للأجزاء التى تحطمت فى السور، فإنها محاولة على أى حال لطمس وتغطية السفالات التى شوهت واحدا من أجمل شوارع مصر، ولكن الإجرام الإخوانى (الينايرى) امتد لواحد من أكثر الجوانب غرابة وهو اللافتة الزرقاء المشيرة لاسم الشارع، إذ شطب المخربون كلمة (الثورة) من يافطة (شارع الثورة)، وهى مسألة لم ينتبه إليها العمال الذين يقومون بإزالة آثار العدوان، وينبغى معالجتها على أى نحو، فثورة 23 يوليو باقية رغم أنوف الإخوان، والغوغائيين..

والحقيقة أن هذا الجهد الوطنى المحترم لإعادة صورة البلد إلى ما قبل عملية يناير، ويفرض فى هذا السياق تصوير مثل تلك الأسوار والجدران المشوهة لتوثيق مشاهد الخراب الذى انتشر فى كل مكان منذ أن راح (الإخوان والبرادعاوية والاشتراكيون الثوريون والأناركية) يلوثون شكل الحياة العامة فى مصر ويرافقون بذلك جهدهم المجرم لإسقاط مؤسسات الدولة، وحجب أجزاء من التاريخ المصرى لا تروقهم أو تعجبهم ومنها كلمة ثورة 23 يوليو ولو كانت فوق مجرد لافتة إرشادية أو يافطة شارع مكتوب عليها: (شارع الثورة).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف