الوطن
عماد الدين اديب
«المشروع العربى» أو الموت
دون تنظير أو فلسفة أعتقد أننا الآن بحاجة إلى التمسك «بالمشروع العربى» أكثر من أى وقت مضى.

ولكن قبل أن ندعو إلى التمسك به لدينا 3 أسئلة جوهرية:

1- لماذا؟

2- وكيف؟

3- والسؤال الأهم: «هو أساساً فيه مشروع عربى؟»

نحن نواجه الآن ثلاثة مشروعات إقليمية مضادة لمصالحنا، هادفة إلى القضاء علينا، وتسعى للسيطرة على قراراتنا ومواردنا وأراضينا، هذه المشروعات هى:

1- مشروع إسرائيلى صهيونى استيطانى.

2- مشروع تركى عثمانى يسعى لإعادة الخلافة العثمانية بمشروع إسلام سياسى سنى.

3- مشروع إيرانى - فارسى يسعى لقيام دولة ولاية الفقيه من خلال مشروع إسلام سياسى شيعى.

وفى ظل هذه المشروعات الإقليمية يلعب الكبار (الأمريكان - الروس - الأوروبيون - الصين) أدوارهم فى الابتزاز السياسى و«الشفط المالى» والإضعاف البنيوى لمشروع الدولة الوطنية.

جميعهم فى المنطقة (التركى - الإسرائيلى - الإيرانى) ضد مشروع أى دولة وطنية فى العالم العربى.

يحلمون بسقوط العائلة المالكة فى السعودية وتقسيم السعودية إلى دويلات (نجد - الحجاز - والمنطقة الشرقية) ويحلمون بتفكيك دولة الإمارات وسقوط النظام الاتحادى فيها، ويحلمون بدويلات فيها أقليات كردية وأمازيغية وبربرية ومسيحية ودرزية وشيعية وسريانية وقبلية ومناطقية ونوبية وقبطية فى عالمنا العربى.

الفوضى تؤدى إلى التفتيت، والتفتيت الطريق إلى التقسيم، والتقسيم هو جسر الدويلات، والدويلات هى أداة التمكين لتفوق وسيادة المشروعات الثلاثة (التركية - الإيرانية - الإسرائيلية).

هنا يبرز المنطق المطلق وهو أن المشروع العربى هو مسألة حياة أو موت، وهنا يأتى السؤال التالى: كيف؟

نحن بحاجة إلى مشروع لا يقوم على إلغاء الكل من أجل واحد على غرار المشروعات القومجية والناصرية والبعثية السابقة التى ثبت فشلها وعدم جدواها.

نحن بحاجة إلى اتحاد مصالح يحافظ على خصوصية كل مجتمع، ونظام يحترم سيادة الثقافة الوطنية ونظام الحكم والموروث السياسى لكل دولة، مع وجود آلية عملية للتنسيق فى شئون الأمن القومى والمصالح التجارية وشئون الدفاع وإجراءات لحرية انتقال الأفراد والبضائع والأموال.

هذا المشروع يقوم بين قوى متجانسة معتدلة، خالصة النوايا، يحترم كل منها سيادة وخصوصية الآخر.

استشعار الخطر الداهم من المشروعات الإقليمية هو الذى يجعل المشروع العربى مسألة حياة أو موت.

ذلك كله يوضح لنا أن التحدى الإقليمى المدعوم بتآمر دولى ضدنا يجعل هناك استحالة لقدرة دولة واحدة على مواجهة هذا الخطر منفردة.

ويأتى السؤال: هل يوجد مشروع عربى عملى قابل للتنفيذ؟

ما نراه الآن بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وبعض التنسيق مع الأردن والمغرب وتونس هو نواة وقاعدة راسخة لمثل هذا المشروع.

المناورات العسكرية المستمرة بين هذه الدول وآخرها مناورة «سيف العرب» مسألة بالغة الأهمية.

المواقف المنسقة تجاه واشنطن وموسكو ودول الاتحاد الأوروبى، وتجاه القضايا والملفات الإقليمية هى أمر حيوى.

الموقف من مشروعات تركيا وإيران وإسرائيل الآن هو بيت الداء.

أخطر ما فى مشروعات هؤلاء هو أن المتضرر الأول الذى تدور خططهم على ساحات قتاله هو العالم العربى.

كارثة الكوارث التى تمنعها عناية السماء حتى الآن أن الثلاثة -جميعهم- بينهم من المشاكل ما يجعلهم لا يعقدون اتفاق «كماشة استراتيجى» للتآمر علينا.. الحمد لله!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف