الأهرام
فاروق جويدة
هوامش حرة تجارة الحشيش
العالم الآن يهتم كثيرا بالبحث عن مأساة المخدرات باختلاف أنواعها.. وفى تقرير أمريكي ظهر أخيرا أن أكثر دول إفريقيا استخداما للحشيش هى نيجيريا وإثيوبيا ومصر والمغرب، وأن مصر تأتى فى المرتبة الثالثة وفيها 5,9مليون شخص يتعاطون الحشيش بينما يوجد فى نيجيريا وهى المرتبة الأولى ٢١ مليون مدمن وأثيوبيا ٧ ملايين مدمن وأن عدد المدمنين فى أفريقيا ٨٣ مليون مدمن من بين٥٦٠ مليون شخص هم سكان أفريقيا وأن تجارة الحشيش فى العالم تبلغ ٣٤٤ مليار دولار ومنها ٣٧ مليار دولار تخص أفريقيا..

ولنا أن نتصور هذه الأرقام الضخمة سواء فى عدد المدمنين أو فى الأموال التى تضيع فى هذه التجارة وفى المقابل فإن ديون أفريقيا تجاوزت كل الحدود الآمنة وفى بند واحد وهو المخدرات سوف نتكشف حجم الكارثة..

إن مؤتمر مواجهة الفساد فى أفريقيا الذى افتتحه أخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شرم الشيخ وفى حضور عدد من رؤساء أفريقيا قد حدد الأسباب التى تقف وراء انتشار ظواهر الفساد الحكومى والإداري مما يعطل التنمية ويحول دون تقدم الدول الأفريقية..

إن قضية المخدرات تمثل وكرا من أهم أوكار الفساد على مستوى العالم وإذا كان حجم تجارة القنب “الحشيش” وقد وصلت إلى ٣٤٤ مليار دولار فإنها تبتلع ميزانيات العالم وتقف أمام مسيرة تقدم الشعوب..

إن أرقام المخدرات الكيماوية تتجاوز كل هذه الأرقام وهى تهدد صحة الشعوب خاصة الأجيال الجديدة، وإذا كان فى مصر ما يقرب من ٦ ملايين مدمن للحشيش فماذا عن الأنواع الأخرى من المخدرات وماذا عن الآثار الصحية التى تترتب على ذلك خاصة أن الملايين من الشباب يعانون كارثة الإدمان ..

إن الغريب فى الأمر أن هناك دولا تنتج القنب «الحشيش» وتبيعه وتصدره إلى دول العالم بل أن هناك دعوات للتوسع فى ذلك من اجل سداد الديون وتجارة السلاح ومزاج المدمنين وما بين المخدرات والسلاح ضاعت ثروات الشعوب ومستقبل أجيالها.. وهناك دول تعتمد اعتمادا كليا على زراعة الحشيش وتصديره وتحقق من وراء ذلك مكاسب كثيرة..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف