محمد منازع
عزف علي حرف - اختبار جماعي
استضافة مصر لكأس أمم أفريقيا لم يأت من فراغ. بعدما قرر الاتحاد الأفريقي سحب تنظيم البطولة من الكاميرون لعدم الجاهزية. كما اعتذر المغرب عن عدم تنظيمها. قدمت مصر خدمة كبيرة لـ "كاف" بعدما وافقت علي استضافة البطولة قبل 5 أشهر فقط علي ضربة البداية لتعود كأس الأمم الأفريقية إلي أحضان أم الدنيا أرض الكنانة بعد 13 عاماً. حيث كانت آخر نسخة نظمتها مصر في عام 2006. وفاز بها الفراعنة.
البداية كانت في المشهد المبهر والاحتفال الأسطوري بإجراء القرعة. التي كانت عالمية بكل المقاييس بدليل ردود الأفعال الدولية.
وتستضيف مصر هذه النسخة التي تضم لأول مرة 24 فريقاً. مع تطبيق النظام العالمي للبث وحجز التذاكر عن طريق شركة "تذكرتي" التي ضربت السوق السوداء وقضت علي الاستغلال وحققت تكافؤ الفرص وسهلت علي الجماهير الحصول علي التذاكر. وبشكل حضاري يستحق الإشادة والتقدير.
ونجحت مصر في وقت قياسي في تجهيز الملاعب بعد تنفيذ خطة عمل متقنة في كل المجالات. وجاءت الصور التي تم نشرها لاستاد القاهرة لتؤكد أننا قفزنا إلي الأمام وحلقنا عالياً بعيداً عن صفر المونديال 2010. وها هي الملاعب بالمستوي العالمي المشرف خاصة بعد ترقيم المقاعد. والذي سيكون له الأثر الكبير في حسن التنظيم. وهذا نستفيد منه في المسابقات المحلية. وتلك الإجراءات سوف تقضي علي الفوضي وشغب الملاعب والبلطجة.
وتم تتويج هذا كله بزيارة الرئيس السيسي للمنتخب خلال تدريباته والتشديد علي أهمية تحلي الجميع بالانضباط والسلوك الراقي. بما يعكس كونهم واجهة لحضارة مصر وعراقتها. ويبرز قيمة مصر وشعبها العظيم. ويكمل الصورة النهائية لنجاح البطولة تنظيمياً وجماهيرياً. وحث الرئيس اللاعبين علي تقديم أفضل شكل وأداء يليق بمصر وتاريخها أمام العالم. مؤكداً أن الأهم من اللعب كيف نقدم أنفسنا للناس ولمصر و"العالم هيتفرج علينا إزاي. أتمني نشوف أفضل نتيجة. وفي تقديري كإنسان القيم والمبادئ واللعب المحترم والنظيف ونكران الذات أهم حاجة".
رسالة الرئيس كانت واضحة ومعبرة ومؤثرة. بما يؤكد أننا جميعاً. كل المصريين في اختبار. كلنا مطالبون بما قاله الرئيس وليس اللاعبون وحدهم. فعلي كل منا مسئولية يجب أن يتحملها. ودور يجب أن يقوم به خاصة في حسن التعامل مع ضيوف مصر لتكون البطولة النسخة الأفضل في تاريخ كأس الأمم الأفريقية.
كل الأمنيات لمنتخبنا بالتوفيق.