عدة هاشتاجات مغرضة تنتشر بين الحين والآخر، أغلبها يهدف للتحريض على زعزعة الاستقرار، والإضرار بالأمن القومي للبلاد، يتناولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد إطلاقها من صفحات وكيانات مشبوهة، وغير معلومة، وبات الهاشتاج أحد أهم أسلحة الحرب النفسية لدى الجماعة الإرهابية، إضافة إلى ما تنتهجه من سبل نشر الأكاذيب والادعاءات والشائعات حول قرارات وسياسة الحكومة لخلق حالة نفسية سيئة لدى المواطنين، وشق الصف الوطني.
هذه الهاشتاجات ليست محض الصدفة، ولكن يتم الإعداد لها بشكل جيد، وهناك ميزانية مخصصة لهذا العمل، وذلك من خلال لجان إلكترونية مخصصة لتداول هذه الهاشتاجات والترويج لها في مختلف الصفحات، وعلى كافة وسائل التواصل الاجتماعي؛ حتى تصل لأكبر عدد من المواطنين، وللأسف هناك من يشاركها دون الوقوف على صحتها من عدمه.
وغالبًا ما تكون التعليمات بالحرب على بعض الشخصيات التي تمثل رموزًا للدولة المصرية في إطلاق الهاشتاجات على «تويتر»، وحشد الأنصار للتغريد على هذه الهاشتاجات لتصبح "تريند" Trend، وذلك للإيحاء بشعبيتها وإشاعة حالة من السخط العام الافتراضي غير الموجود على أرض الواقع، وتصيد الأخطاء والبحث عما إذا كان هناك تناقض بين التصريحات الجديدة والسابقة، واقتطاع أجزاء من الأحاديث، بحيث تكون خارجة عن سياقها العام، والتركيز عليها بما يُظهر صاحبها مُدانًا أمام الرأي العام، والاهتمام بدرجة قصوى، بأي كلام يتعلق بحقوق الأقليات الدينية، وطرحه في سياق أنه «ضد الإسلام»، ولا بأس من «تحريف الترجمة».
والهاشتاج (كل ما هو مسبوقًا بـ الـ#): وكلمة هاشتاج هي اسم علامة #، وكلمة تاج هو اسم الموضوع، والهاشتاج هو كل رقم أو حرف أو كلمة يوضع قبلها هذا الوسم (#) بدون مسافة، وعندما تزداد عدد المشاهدات له، وكذلك عدد المشاركين فيه، ضمن وقت زمني معين، وكذلك من موقع جغرافي محدد (الدولة)، فإنه يتوهّج ويقفز إلى إحصائية أفضل المواضيع المتداولة، وبهذه الحالة يُسمى بالـ "ترند" وهو ما معناه، دخول هذا الهاشتاج في قائمة أفضل عشرين موضوعًا متداولًا حاليًا، حسب موقعك الجغرافي، غير أن هناك خللًا برمجيًا في تويتر يمنع دخول بعض الهاشتاجات إلى الترند، وذلك بسبب احتواء اسم الهاشتاج على بعض الحروف العربية غير المدعومة برمجيًّا في تويتر حتى هذه اللحظة، مما يجعل دخول الهاشتاج في قائمة الترند العالمي مستحيلة، وهي :(ة ، ـأ ، ـؤ، ـئـ ، ـئ ، ـى) وعموما لا صوت يعلو الآن داخل أروقة أجهزة الاستخبارات العالمية فوق صوت الحروب الإلكترونية، أو حروب الإنترنت التي تعاظم دورها مؤخرًا، وتراجع دور الجيوش النظامية في المعارك، التي يحسمها عملاء المخابرات بطرق وأساليب قد لا تحتاج إلى إطلاق رصاصة واحدة.
وباتت التهديدات التي تنتظر كبرى قوى العالم بسبب تلك الحروب ضخمة، فهي لن تستهدف فقط الوكالات العسكرية أو الوكالات الحكومية الأخرى، مثل: وكالة الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، بل إنها توجه ضرباتها إلى شبكات الطاقة المركزية، وأساسات البنى التحتية، وتتولى تخريب الخدمات الإلكترونية للدولة، والأقمار الصناعية، وتدمير طرق النقل والاتصالات؛ حتى إن كبرى الجهات الحكومية بالدول ستجد نفسها في مواجهة الآلاف من الهجمات السيبرانية في اليوم الواحد، وكان أول إعلان عن دخول التقنيات الرقمية ميادين الحروب في حرب البلقان في نهايات القرن الماضي على يد حلف الناتو ضد الصرب فيما سمي "بالقنابل المعتمة"، وقد أدى هذا الهجوم الإلكتروني إلى توقف شبكة الحاسب الرئيسية ما أصاب نظم الكمبيوتر الخاصة بوزارة الدفاع اليوغسلافية بالشلل التام، ويمكن تنفيذ هذه الهجمات من قبل الدول وجهات فاعلة غير الدول مثل الإرهابيين، وهنا تدخل حرب الإنترنت في اتجاهين، الاتجاه الأول: الدفاع الإلكتروني، والاتجاه الثاني: الأمن الإلكتروني.