المصرى اليوم
بهاء الدين حسن
ممر واحد لا يكفي
■ لم يكن فـؤاد حجـازى عندما كتب روايتـه المتميزة «الأسرى يقيمون المتاريس» مجــرد كاتب عليــه أن يكتب، وأن يسجــل كلمته للتــاريخ، فقـد كان حجــازى رحمـة الله عليـه، أحــد المقـاتلين في صفــوف الجيش المصــرى، شــاء له حظــه أن يكــون ضمن الأســرى الذين احتجــزتهـم إسرائيل كرهائن في حرب 67 التي شارك فيها، وظل أسيرًا لمدة ثمانية شهور في سجن «عتليت» الإسرائيلى!!.
■ كتب حجــازى الروايــة بروح المقاتــل وإحسـاس المبــدع، فخـرجت صادقـة معبـرة عن روح الإصـرار لدى الجندى المصرى، واستماتته من أجـل الحصـول على الحريــة، فاستحـق عن جــدارة لقب «كاتب بدرجـة مقاتـل»!!.

■ الذي دعانى لاستعـادة الروايــة التي ترجمت إلى الإنجليـزيـة والروسية والتذكيــر بهــا، هذا الاستقبـال الحافـل الذي استقبلتــه الجماهيــر لفيلـــم «الممـر»، بعيــدا عمـا قيــل عن الفيلم من نقـد وإشــادة، وربما أجمل شىء في الفيلـم الالتفـاف حولــه، الذي إن دل على شىء فإنمـا يدل على وعى وتعطش الجماهيـر للأعمال الدراميــة التي تحكى بطــولات القــوات المسلحة، بعد أن سئم المشاهد سنج وسكاكين محمد رمضان!!.

■ مثل هذه الروايــة «الأسـرى يقيمـون المتـاريس» يجب أن توضـع في خطــة لتحويلهــا إلى عمـل درامى تشرف عليـه الشؤون المعنوية بالقوات المسلحــة، فهذه الروايــة التي تحكى بطــولات وصبــر الجندى المصرى يجب ألا تظــل حبيسة المكتبــات، فمكانها الشاشــة الفضيــة، وربما هي أحسن رد على سـؤال: ماذا قدم الأدب من أعمال تنصف بطولات الجندى في الحروب التي خاضها الجيش المصرى ضد العدو؟!!.

■ فلم يكن الأدب في يـوم من الأيـام منعزلًا عن الواقع، ولا الأديب عائشًا في بـرج من عـاج، كل ما في الأمـر أنــه مطلوب من الجهــات المعنية أن تنقب وتفتش في الروايات والقصص، وستجد الكثير والكثير الذي يصلح لأن يكون صورة ونموذجًا للوطنية!!.

■ فممـا لا شك فيــه أن النت ومواقع التواصـل الإجتمـاعى صرفت الشبـاب عن القراءة، وحالت دون الوصـول إلى نمـاذج أدبيـة ذات قيمة، وها هي الفرصة مواتية للنبش في ذاكرة الأدب واختيار الجيد منه ليتصدر المشهد بـدلًا من الأفـــلام التي سـاهمت بقـدر كبير في قتــل روح الوطنيـــة ونشر الخلاعة عند الشباب!!.

■ أنقـذوا الشبــاب من السير في ممر مظلم قد يؤدى إلى نتائـج وخيمــة، وضَعوه في ممـر مضىء، فإن تفعلوا ذلك تجعلوه «واثق الخطوة يمشى ملكًا»، هذه الثقــة هي التي من شأنها أن تجعـل الوطن «يـوم عن يـوم أمجاده بتكبر»!!.

■ لقد ساهمت السينمـا في الستينيات والسبعينيات في تكوين الحس الوطنى، ولا ننسى دور الأغنيــة الوطنيـة في بث روح الحماس في المصريين، لذا فممر واحــد لا يكفى، يجب أن تكـون هنـاك ممـرات للعبـــور إلى مستقبـل مضىء، كما يجب أن تعيــد الدولة صناعـة السينمـــا والأغنيــة الوطنيـة، فمن غير المقبــول أن تترك الدولة هذه الصناعة المهمة لصناع التفاهات من أفلام وأغنيات هابطة، فمحاربة السينما الهابطة والأغنيــة الهابطـــة لا تقــل عن محاربــة الإرهــاب!!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف