المصرى اليوم
ياسر أيوب
الفساد الكروى وانتصار الصحافة
تستحق هذه الحكاية أكثر من عنوان مثلما تستحق أيضا التوقف أمام تفاصيلها ودلالاتها بكل احترام واهتمام أيضا.. فالحكاية ستعنى الكثير جدا لكل قارئ من أهل كرة القدم وعشاقها.. أو من المهتمين والمتابعين للصحافة وحكاياتها وحروبها.. أو من الذين يسعدهم أو يزعجهم الكشف عن أى فساد وفاسدين.. فقد قام صحفيون من جريدة الديلى تليجراف الإنجليزية بكشف فساد بعض وكلاء اللاعبين فى بلادهم وكيف يدفعون الرشاوى لمديرى ومسؤولى الأندية سواء لبيع أو شراء لاعبين أو لمعرفة الأسرار الداخلية لهذه الأندية ونواياها بالنسبة للاعبيها.. وتنكر هؤلاء الصحفيون فى هيئة مسؤولى شركة تسويق كروية وبدأوا يلتقون مع وكلاء اللاعبين لاقتحام عالمهم السرى ومعرفة كيف يعقدون صفقاتهم ومتى ولماذا ولمن يقدمون الرشاوى والهدايا لتتواصل تجارتهم وتزيد مكاسبهم.. وبعد وقت طويل قضاه هؤلاء يجمعون الأدلة والحكايات والتفاصيل.. جاء وقت البوح بهذه الأسرار والكشف عن هذا الفساد الكروى.. ورغم كل ما يملكه هؤلاء الصحفيون من صور وتسجيلات واعترافات.. إلا أنهم لم يعيشوا دور القضاة الذين يصدرون الأحكام.. إنما اكتفوا فقط بنشر بعض ما لديهم وتقديم كل ما لديهم للقضاء لتبدأ المحاكمة فى شهر أكتوبر الماضى وتنتهى بعد ستة أسابيع بإدانة كل من وكيل اللاعبين الشهير والإيطالى الأصل بينو باليارا..
ووكيل اللاعبين داكس برايس.. وتومى رايت المدرب السابق لنادى بارنسلى.. ثم جاء أخيرا الوقت الذى ينشر فيه كل من كلير نيويل وباتريك ساور وستيف بيرد الحكاية الكاملة فى الديلى تليجراف منذ ثلاثة أيام تحت عنوان.. كرة القدم للبيع.. ويشرحون ماذا كانت دوافعهم وأهدافهم ويحكون معاناتهم الطويلة لكشف هذا الفساد وأصحابه.. وما يعنينا هنا فى مصر من هذه الحكاية أن صحافة الورق هناك لا تموت لأنها لاتزال تحلم وتحاول وتحارب ولا تكتفى بالسير وراء السوشيال ميديا.. وأنه ليس من السهل على أى صحفى هناك توجيه أى اتهامات بدون أدلة ومستندات وجهد وتقصٍ للحقيقة.. وأن المحاكمات وأحكامها مكانها قاعات القضاء وليس شاشات التليفزيون أو اليوتيوب والسوشيال ميديا.. وأن كرة القدم هناك تبقى ناجحة وتحافظ على استقرارها لأنها طول الوقت تعالج أخطاءها وتطرد فاسديها بعد محاكمتهم.. وأن احترام النجاح فرض على الجميع.. فقد أشادت كل الصحف بانفراد للديلى تليجراف دون غيره وتشكيك بل بكل تقدير واحترام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف