الوفد
طارق يوسف
هموم وطن .. وزارة السياحة وطريق الموت
يجب ألا تقف وزارة السياحة موقف المتفرج، لما يشهده طريق المريوطية يوميًا، من حوادث باتت تهدد مستقبل السياحة بطريقة مباشرة، خصوصًا بعد إطلاق اسم طريق الموت على هذا الطريق السياحى العتيق، والذى يشهد حاليًا حالات وفيات جماعية، بسبب زحام سيارات النقل الثقيل والمنحنيات الخطيرة الموجودة به، وعدم ازدواج أكثر من نصف الطريق، حيث تم ازدواج الطريق من بداية محور المريوطية المنيب، وحتى قرية ميت رهينة، وتركت الجزء الباقى والممتد حتى قرية طهما بالعياط، والتى رصدت له وزارة السياحة وهيئة اليونسكو ٤٠ مليون جنيه عام ٢٠١٠.

ورغم أن هذه المنطقة بها ما يقرب من نصف آثار مصر وحدها، والمشهورة عالميًا وسياحيًا باسم منف، فإنها فى حاجه ماسة للتطوير والاهتمام، وقد شهدت المنطقة الأسبوع الماضى حادثًا مأساويًا، راح ضحيته شاب يدعى عبدالحميد هاشم وابنته الصغيرة ملك.. ثلاث سنوات... إلى هنا وهذا المشهد طبيعي واعتاد عليه الأهالى، حيث يقوم المارة وقائدو السيارات بالقفز لاستخراج جثث الضحايا والتى تم إحصاؤها من أهالى المنطقة بأنها تزيد على ٤٠ شخصًا، ولكن ما حدث هذه المرة والذى أثار مشاعر الجميع، هو فشل الأهالى فى استخراج جثة الطفلة ملك، واصطفافهم فى مجموعات، على حواف الترعة التى تنخفض عن مستوى الطريق بحوالى خمسة أمتار، وعلى مدار أربعة أيام من البحث ليلًا ونهارًا، والغوص فى المياه فى هذا البرد القارس، تم العثور عليها وسط أكوام من القمامة، على بعد ما يقرب من ٢ كيلو متر من وقوع الحادث، وقد ناشد الأهالى محافظ الجيزة إقامة سور أو حاجز خرسانى يحد من سقوط السيارات ولكنه كالعادة لم يتحرك، وقد طالب النائب بكر أبوغريب عن دائرة البدرشين وزير التنمية المحلية بالتدخل لإقامة هذا السور، وأرى أن وزير السياحة هو صاحب هذا الملف الخطير، والذى إذا استهان به ستقع السياحة فى كارثة لا قدر الله، لو سقط اتوبيس سياحي بمن فيه من عدة جنسيات فى مياه هذه الترعة، ويكفى ما لاقوه من رعب على مدار أربعة أيام، وهم يشاهدون الأهالى من نافذات الأتوبيسات والسيارات، وهم يبحثون عن ضحايا وسط مياه الترعة، التى اختلطت بمياه الصرف الصحى، والتى تلقيها سيارات الكسح بسبب تأخر توصيل الصرف الصحى إلى منازل هذه القرى.

وقد شرع بعض أهالى القرى فى إقامة حواجز خرسانية على نفقاتهم، ولكن لن يستطيعوا القيام بدور الدولة من حيث الإمكانيات والمتانة والديكور، خصوصًا أن المنطقة سياحية ويحب محاكاة الواقع الأثرى على هذا السور.

ونسأل الله السلامة والأمان للمصريين والأجانب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف