اليوم السابع
كمال محمود
الدوري يخذل المنتخب!
يبدو أن مرحلة الإحلال والتجديد التي ينادي ويمنى النفس بها الكثيرون داخل صفوف المنتخب الوطني ويضعها حسام البدري مدرب الفراعنة علي رأس أهداف ولايته.. لن تحدث سريعا وستحتاج الكثير من الوقت حتى تتحقق عمليا، ونري فريقا حديثا قويا يستطيع تجاوز سلبيات ما فات من إخفاقات.

رغم محاولات التفاؤل لقادم مستقبل المنتخب الوطني بعد تغيير الجهاز الفنى برحيل المكسيكى أجيري وتولى حسام البدرى.. لكن الأوضاع لا تبشر بذلك، وفقًا لرواية المدير الفني الجديد الذي صدر نغمة تشاؤمية لجماهير الكرة المصرية! بتصريح فاضح للواقع المرير الذى نعيشه قال فيه: "الدوري لم يفرز لاعبا دوليا جديدا"؟!.
الحداثة والتجديد في المنتخب الوطني تتطلب وجود عناصر واعدة ذات موهبة وشخصية مختلفة تكون قادرة علي تمثيل بلادها.. ولكن من أين تأتي هذه العناصر؟ ونحن أمام بالفعل أمام دوري ضعيف لا يفرز لاعبًا جديدًا صالحًا لارتداء قميص المنتخب الوطني الا بالكاد، إذ لا توجد من الأساس قاعدة ناشئين صالحة لإخراج لاعبين أصحاء كرويا، ونجد ملاعب تقام عليها المباريات أشبه بالحدائق العامة في الشوارع والتي تضر اللاعبين وتلحق بهم الإصابات دون هوادة.
الموسم الحالي من الدوري والذي مر من عمره ثمانية أسابيع يعني قرابة 70 مباراة لعبت لم نر فيها لاعبًا جديدًا يستحق الانضمام للمنتخب ويكون أحد أعمدة فريق بناة المستقبل، وحتى المباريات التي شهدت أداء جمالي تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، وقلما ما نرى أهدافا ملعوبة تستدعى آهات الجماهير.
ويؤكد ما نشاهده فى مباريات الدورى المصري، قرار ثلاثة أندية من كبار الدوري المصري بتجميد مستحقات لاعبيهم فى مقدمتهم المصري، بيراميدز والمقاصة، فى دلالة على مدى السوء الذى يؤدى به العامة من اللاعبين.
وبالتالي ووفقًا لما سبق سنضطر مرغومين إلي قبول استمرار عدد من اللاعبين، طغت مطالب كثيرة بإقصائهم عن المشهد بعدما أثبتوا عدم جدارتهم بالدفاع عن قميص الفراعنة، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
ربما يكون بادرة الأمل الوحيدة متمثلة في عدد من لاعبي المنتخب الأولمبي أبطال أفريقيا 2019 ولا يزيد عددهم على خمسة فقط هم الأقرب للتواجد مع الفريق رمضان صبحي، مصطفى محمد أحمد أبو الفتوح، أكرم توفيق، كريم العراقي.. ولعلهم يكونوا نواة البداية ومعهم مواهب قد نكتشفها في منتخب الناشئين بقيادة ربيع ياسين.

وإذا ما كنا نتحدث عن خذلان الدوري المصري للمنتخب، بالتأكيد هناك أسباب كثيرة ومستعصية هي ما وضعتنا أمام هذا المشهد الذى نأمل وندعو جميعا نحو تغييره طوال السنوات الماضية لدرجة أوصلتنا للملل من تكاثر وتنامى الأسباب المعاكسة ــ التي تفوق أضعاف أي حسنات أو مبشرات تهب علينا فجأة لتعديل تلك الوضعية، لكنها تحتفى سريعًا ونبقى في نفس الدائرة ندور حول أنفسنا .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف