اليوم
عبد اللطيف الملحم
مشجع هلالي ومشجع نصراوي
في البداية، إن كان عمر أي كاتب رياضي أقل من 45 سنة، فمعنى ذلك أن أول مقال كتبته عن الرياضة نشر في جريدة «اليوم» قبل أن يولد. وإن كان أي كاتب يذكر أن مقالاته قرأها الكثير، فأقول له إن ما كتبته في السنوات الماضية عن الرياضة بأكثر من لغة قد تم تداول بعضها في أشهر المواقع العالمية. وما كتبته عن الرياضة في السنوات الأخيرة هو عصارة ما تعلمته من أسلوب كتابة بالتركيز على ما يجري خارج المستطيل الأخضر، الذي يكون فيه الوقت غير معروف نهايته، ويشارك فيما يجري الملايين، ولا أركز على دقائق معلومة تحدث في وسط المستطيل الأخضر. ويرجع سبب ذلك إلى أن الرياضة مجال ترفيه وسوق اقتصادي، ومجال مفتوح في العلاقات العامة الشخصية لكل رياضي وقناة سياسية مفتوحة للعالم على الصعيد الدولي. وقد رأيت ذلك من خلال تواجدي بدورة الألعاب الأولمبية في مونتريال عام 1976م، وكأس العالم في الأرجنتين عام 1978م، والألعاب الشتوية في نيويورك عام 1980م، والألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984م، وكأس العالم في أمريكا عام 1994م. وبالطبع غيرها من البطولات العالمية. نعم كان هناك تنافس وكان هناك حماس، ولكن في نهاية المطاف لم يكن هناك تجييش. وللأسف هذا ما نراه لدينا خارج المستطيل الأخضر حاليا. وهنا يكمن الخطر إذا لم نقم بالتعامل الجدي لهذه الظاهرة. ومع مضي الوقت أصبحت بعض المباريات في البطولات المحلية والبطولات الخارجية عبئا على المجتمع. ولكي نكون أكثر وضوحا وهو أن أصبحت مباريات الهلال والنصر مع أي فريق آخر كابوسا على المشجع الرياضي، الذي يريد أن يستمتع بمشاهدة المناسبات الرياضية. وأصبحت مباريات النصر -من خلال التأجيج الإعلامي والسوشيال ميديا، الذي يصل إلى حد البذائة- تربة خصبة لأمور أكثر خطورة، وقد يترتب عليها أمور لا تحمد عقباها. ولا أعرف سر المهاترات التليفزيونية والألفاظ غير اللائقة، التي يرددها أناس نصبوا أنفسهم محللين رياضيين في وقت لا توجد لديهم أي موهبة سوى أن ألسنتهم بذيئة ولا يتقبلون أي محلل رياضي معتدل وهادئ لأنه من الواضح أنهم يستخدمون الصوت العالي لكي يغطي على تواضع قدراتهم. فالكل يستطيع أن يرفع صوته ويتلفظ بألفاظ بذيئة ليزيد من شهرته، ولكن هذا ليس الهدف من ذلك، خاصة أن التحليلات الرياضية بمجملها تحاكي صغار السن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف