الوفد
علاء عريبى
رؤى .. كلاب وكلاب
من قبيل المصادفة أن تحتل أخبار الكلاب اهتمامنا خلال الفترة الماضية، منذ يومين فوجئنا بالقنوات الفضائية والمواقع الخبرية تتحدث عن فيديو لمجموعة فى حى المطرية بالقاهرة يطاردون كلبًا بالسواطير والسكاكين، ولم يتركوه سوى جثة هامدة، المسكين تلقى عدة ضربات وطعنات مميتة، قيل إن الفيديو الذى سجل الواقعة صور الكلب المسكين وهو يعوى ويتألم وينزف دماءه حتى الموت، لماذا كل هذه الحملة الدموية؟، قيل: لأن الكلب عقر معزة، وقيل عقر أحد أطفال أحدهم، وفى رواية ثالثة: أكل المعزة، هجم عليها ونهش لحمها قطعة قطعة.

هذا المشهد الدموى المؤسف آثار حفيظة المواطنين والإعلاميين: معقولة، هل فيه بنى آدميين بهذه القسوة؟، كيف طاوعاتهم قلوبهم على تصفية هذا الحيوان الضعيف بالسكاكين والسواطير؟، هل ماتت بقلوبهم الرحمة؟، وعقب ذلك قام البعض بمطالبة جمعيات الرأفة بالحيوان بتقديم بلاغًا ضد الجناة والعمل على محاكمتهم، وبالفعل استجابت الأجهزة الأمنية، وقامت قوة وألقت القبض على الجناة بتهمة تعذيب حيوان وقتله على مرأى ومسمع المارة بدون شفقة.

الواقعة الثانية التى احتلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام، وصلتنا من الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى وجه التحديد من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث أصدرت بيانًا أكدت فيه وقف إرسال الكلاب المدربة إلى المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، لماذا؟، بسبب عدم معاملتها برحمة، والتسبب فى موتها، الخارجية الأمريكية اكتشفت أن نفوق حوالى 7 كلاب من ضمن الكلاب التى سبق وأرسلتها إلى عمان والقاهرة ضمن برنامج مكافحة الإرهاب، تم ايفاد طبيب بيطرى لكشف ملابسات الوفاة، اتضح أن الكلاب نفقت بسبب إصابتها بتسمم غذائى أو ضربات شمس، وسرطان الرئة، وتمزق المرارة، وهو ما يعنى الإهمال فى معاملة الكلاب ورعايتها.

هذه الكلاب سبق وأرسلت إلى بعض البلدان للمساعدة فى كشف المتفجرات، مصر تلقت 10 كلاب، نفق منها ثلاثة كلاب، وتبقى لديها 7 كلاب مازالت تعمل فى اكتشاف المفرقعات.

الحكومة الأمريكية لن تسترد باقى الكلاب، بل قررت متابعتها، حيث أرسلت للحكومتين المصرية والأردنية خطابًا شديد اللهجة، اتهمتهما فيها بالإهمال وعدم تقديم الرعاية الكافية للكلاب، وطالبت بتقديم الرعاية اللازمة لباقى الكلاب، كما قررت متابعة الكلاب فى البلدين، والوقف على كيفية التعامل معها، وحجم العناية المقدمة لها غذائيًا وصحيًا.

يذكر أن ترامب قام بتكريم الكلب الذى شارك فى عملية قتل أبوبكر البغدادى رئيس تنظيم القاعدة، وقيل إن هذا الكلب رفع من أسعار سلالته من الكلاب، وهو من سلالة «مالينو»، حيث عرض شراؤه بمبلغ 85 ألف دولار، بعد ان كان يباع بمبلغ يتراوح بين 16 و25 ألف دولار. كلاب لها ترامب، وكلاب لها الساطور وضربة الشمس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف