رامى جلال عامر
عن "فريد شوقي" و"بوبي فيشر" وغيرهما
الفنان الكبير «فريد شوقى» تسبب مرتين فى تغيير القانون المصرى؛ الأولى منتصف الخمسينات حين قام ببطولة فيلم «جعلونى مجرماً»، الذى صدر بعده قانون الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية، ليتمكن من أخطأ لمرة من بدء حياته من جديد.. والمرة الثانية للفنان فريد العظيم كانت أوائل السبعينات مع فيلم «كلمة شرف»، وتم بعده السماح للسجين بأن يجرى زيارة استثنائية خارج السجن فى الأعياد والمناسبات أو فى حالات مرض أحد الأقرباء.
الفن قوة مؤثرة، ولكن هل يمكن لوقائع فردية أن تغير قوانين الرياضة مثلاً على مستوى العالم.. أعتقد ذلك.. ومهمة أى قوانين بالأساس هى تسهيل الحياة وتعديل المعوج. وهناك فى الرياضة بالفعل لحظات فارقة تم فيها تغيير القوانين.
فى أوائل الستينات كان من حق لاعب الشطرنج الأمريكى العبقرى «بوبى فيشر» أن يتأهل لملاقاة بطل العالم، لكن ثلاثة لاعبين آخرين قد اتفقوا على التعادل فيما بينهم لمنعه وهم (تيجران بتروسيان، باول كيريس، إفيم جيلر)، مع إجبار لاعب رابع على الخسارة (فيكتور كورشنوى). وبعد انكشاف الأمر تغيرت تماماً القواعد وتأهل «فيشر» بالفعل وفاز ببطولة العالم فى مباراة أسطورية ضد بطل العالم الأسبق الروسى «بوريس سباسكى».
منذ عدة عقود كان البلجيكى «ريموند كوليمنز» يحتكر بطولة العالم للبليارد الفرنسى، كانت المباراة تُلعب من شوط واحد طوله خمسون نقطة مما يجعل مهمة البلجيكى سهلة، فلا أحد يمكنه مجاراته فى مباراة طويلة، إلى أن جاء الحل بتغيير القوانين وجعل المباراة من خمسة أشواط طول كل منها 15 نقطة فقط، وبالفعل انكسر الاحتكار (لصالح السويدى «بلوميدال»). وفى اللعبة نفسها ومنذ بضع سنوات كان البطل الهولندى «ديك ياسبر» يقضى عدة دقائق مع كل ضربة ينفذها، حتى أصيب الناس بالملل فتغيرت القوانين بحيث أصبح لكل لاعب الحق فى أربعين ثانية فقط لتنفيذ كل ضربة. وظل بعدها البطل الهولندى دون فوز لفترة إلى أن عدّل طريقته وفاز ببطولة العالم بمدينة الغردقة فى مصر.
يُقال إن مشاركة مصر بكأس العالم لكرة القدم عام 1990 كان لها أثرها فى تغيير قوانين اللعبة، فقد عادت الكرة لحارس المرمى «أحمد شوبير» ما يقرب من مائتى مرة فى ثلاث مباريات، وكان طبعاً يُضيع بعض الوقت فى كل منها، ويرى البعض أن مباراتنا مع أيرلندا وقتها هى الأكثر مللاً فى تاريخ كرة القدم. الاتحاد الدولى أخذ «شوبير» بعين الاعتبار وهو يغير القوانين ليمنع الحارس من مسك الكرة بيديه إذا عادت له من زميل، مع عدم الاحتفاظ بها أكثر من ست ثوانٍ فى كل الأحوال.
أما الحالة الكروية الأشهر فهى فضيحة مدينة «خيخون»، حيث كأس العالم لكرة القدم بإسبانيا عام 1982، وقتها تمكن المنتخب الجزائرى الشقيق من الفوز على ألمانيا الغربية بهدفين لواحد، بتوقيع العملاقين رابح ماجر ولخضر بلومى. بعدها توافق المنتخبان النمساوى والألمانى على خسارة الأول من الثانى لمنع الجزائر من التأهل، فتقرر أن تُقام آخر مباريات كل مجموعة بكأس العالم فى التوقيت نفسه منعاً للتلاعب.