بوابة الشروق
عماد الدين حسين
علامات مشجعة فى ملف الإعلام
بداية مشجعة للغاية للزميل والصديق أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، ولو سار بنفس الخطوات، فإننى أتوقع انفراجة حقيقية فى ملف الإعلام تعيده إلى الطريق الصحيح، وتفيد الدولة والحكومة والنظام وأصحاب المهنة والأهم تفيد المجتمع.
أسامة هيكل تم تعيينه وزيرا ظهر الأحد قبل الماضى، وبعد ذلك بأقل من ثلاثة أيام حدث تطوران مهمان، الأول أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، التقى صباح الأربعاء الماضى رؤساء تحرير الصحف المصرية، وبعض الإعلاميين، الذين حضروا افتتاح مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل فى مركز يوسف الصديق بالفيوم.
فى هذا اليوم وبعد تفقد الرئيس لبعض جوانب المشروع، جاء إلى الصحفيين، وسلم عليهم ،وقال لهم: «اسألوا وسأجيب عن كل أسئلتكم».
لم يكن هناك توقع من الصحفيين لذلك، لم تكن هناك أسئلة معدة مسبقا بالاتفاق مع هذا أو ذاك، اللقاء تم وقوفا، وسأل غالبية الحاضرين فى كل القضايا المطروحة تقريبا، وكان سؤالى للرئيس عن الأوضاع الملتهبة فى ليبيا وتوقعاته للأزمة، وتفسيره لتصريحه المهم فى أسوان قبل ثلاثة أسابيع، حينما قال إنه يتوقع حلا سياسيا هناك خلال شهور.
اللقاء استغرق نحو ٤٥ دقيقة، وحضره أيضا وزير الإعلام أسامة هيكل، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر، وبحضور اللواء محسن عبدالنبى مدير مكتب الرئيس.
أهمية هذا اللقاء أنه استئناف للقاءات المباشرة بين الصحفيين ورئيس الجمهورية المصدر الأول للمعلومات، بعد انقطاع طويل جدا باستثناءات نادرة، مثل هذه اللقاءات تضع الصحفيين فى قلب الأحداث، والمعلومات الصحيحة، وبالتالى يقومون بأداء عملهم على نحو أفضل، بدلا من الاجتهاد الذى قد يجانب الصواب، بسبب قلة المعلومات أو غيابها بالكامل، وبالتالى يستفيد المجتمع من الإجابة عن معظم الأسئلة التى تشغله.
بعد هذا اللقاء بيوم واحد فقط تلقى رؤساء التحرير دعوة كريمة من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لحوار فى مكتبه، رؤساء تحرير الأهرام والأخبار والوطن واليوم السابع والوفد والجمهورية والشروق، ذهبوا فى الخامسة من مساء الخميس الماضى، إلى مقر المجلس، ومعهم الكتاب الأساتذة فاروق جويدة وعادل حمودة وسليمان جودة وفريدة الشوباشى، إضافة إلى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وبحضور هانى يونس المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء، واللواء عاطف عبدالفتاح أمين عام مجلس الوزراء ووزير الإعلام أسامة هيكل.
الحوار كان مثمرا على المستوى الصحفى، واستمر ثلاث ساعات متواصلة من الخامسة والربع إلى الثامنة والربع مساء، وتناول قضايا اقتصادية وخدمية تهم المواطنين هذه الأيام.
رئيس الوزراء تحدث بأريحية وصراحة إلى حد كبير، والملاحظة أنه رغم أن خبرته الأساسية فى الإسكان والتخطيط العمرانى، إلا أنه صار ملما بصورة أساسية بالملف الاقتصادى، وأفكاره مرتبة.
أهمية لقاء كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مع الصحفيين ورؤساء التحرير، لا تنبع فقط من الحصول على المعلومات الصحيحة من أهم منصبين فى البلاد، ولكن الأهم هى العلاقة الصحيحة بين الدولة وبين الإعلام.
فى اللقاء مع رئيس الوزراء، سأل أحد الحاضرين رئيس الوزراء لماذا عينتم وزير إعلام رغم أن صلاحياته موجودة لدى المجلس الأعلى وهيئتى الصحافة والإعلام؟
د. مدبولى كان واضحا وهو أن هناك مشكلة فى ملف التواصل بين الدولة وبين الإعلام والمجتمع، وأن هناك حاجة ملحة لوزير محترف ينسق بين الجميع وينقل وجهة نظر الدولة.
أسامة هيكل تحدث، وقال إنه لا يوجد تصادم، فالمجلس الأعلى مهمته تنظيمية، وهيئتا الصحافة والإعلام تختصان بمهمة إدارة أموال الدولة فى الإعلام.
انتهى اللقاء مع رئيس الوزراء وتحدث أسامة هيكل معنا عن تصورات إيجابية كثيرة، هو لا يؤمن بالاستغراق فى الشتائم والردح، حتى لا يتم إعطاء المنابر الإعلامية الخارجية قيمة، من خلال إعادة تدوير ما تبثه من شائعات ومعلومات مغلوطة، بل الحل الأمثل هو ضخ المعلومات الصحيحة، والتنافس الصحفى الشريف على أسس مهنية، وبما ينقل وجهة نظر الدولة والمجتمع، مؤكدا أن كل وسائل الإعلام فى مصر وطنية، وأنه لا يؤمن بصحافة وإعلام الصوت الواحد.
هذه الروح تدعو إلى التفاؤل، شرط أن يترافق معها فك الاحتقان السياسى الموجود، وعلينا أن نحيى كل من يحاول تغيير هذا المناخ، ليصبح أكثر انفتاحا بما يحقق المعادلة الصعبة بين استقرار الدولة وتقدمها، وبين حرية الصحافة والإعلام فى إطار القانون والدستور.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف