م. حسين منصور
ميدان التحرير أم ويستمنستر...
على نهر التايمز بجوار جسر فيكتوريا فى ويستمنستر بلندن وعلى مقربة من محطة متروامبانكمنت تخترق مسلة تحتمس الثالث القادمة من العاصمة المصرية القديمة اون داخل معبد اله الشمس رع.... وقد نقلت تلك المسلة واخرى لتحتمس الثالث من المعبد الى معبد قيصر بالاسكندرية بعد وفاة كليوباترا وظلتا فى مكانهما امام فندق سيسل الحالى واحدة منتصبة والاخرى كانت ممتدة على الارض لتذهبا فيما بعد فى عهد توفيق بن اسماعيل الى انجلترا والولايات المتحدة وقد عرفتا بالخطأ باسم مسلات كليوباترا... فاصبح هو الاسم السائد عنهما.
*** وتذكر بريطانيا الاستعمارية فى تعريفها للمسلة المصرية على اللوحة الموضوعة عليها انها اهداء من حاكم مصر محمد على فى ذكرى انتصار الاسطول البريطانى بقيادة نلسون على بونابرت فى 1800 فى معركة ابوقير الشهيرة وقد ارتحلت المسلة المصرية على نفقة السير الانجليزى المشهور ارزمس ويلسون فى 1877 وقد تكبدت نفقات وصلت الى اكثر من عشرة آلاف جنيه استرلينى ولاقت صعوبات وعجائب فى نقلها وتركيبها وكادت تغرق السفينة وكادت تسقط المسلة فى التركيب واشتهر على اثرها ما عرف بلعنة الفراعنة وانتصبت واقفة فى العهد الاستعمارى التوسعى الانجليزى فى ظل فيكتوريا و دزرائيلى وجلادستون ناهبى قناة السويس وارض الوطن....- وقد صمم تمثالان برونزيان لابي الهول حول المسلة ينظر فيهما ابوالهول الى المسلة.... ويذكر الانجليز بكل الم المبلغ المهول المدفوع فى النقل ولا يتذكرون ارواح شهداء المصريين وغيرهم من الوطنيين فى امم اخرى استعمرتها بريطانيا ولا يتحرجون من حجم ما سرقوه قهرا اوتحايلا من كنوز اجدادنا القدماء من مسلات وتماثيل وتحف تقف فى متحف البرت اوتباع فى قاعات المزادات الانجليزية.
< تقوم الحكومة المصرية الآن باعادة تخطيط وتزيين ميدان التحرير الشهير ---ميدان الثورة والخروج الكبير لجماهير مصر فى كل المناسبات الوطنية فى اكتوبر 51 فى اعقاب الغاء الزعيم النحاس لمعاهدة 36 وكانت مسرحا لخروج الطلبة فى 72 للمطالبة بتحرير ارض الوطن ثم فى الثورة المصرية فى 2011 و2013.... وفى اطار هذا التخطيط والتجديد استحضرت مسلة لرمسيس الثانى مقطعة الى نحو ثمانى قطع من صان الحجر ليتم تجميعها فى القاهرة ويتوقع ان يصل طولها الى 17 مترا كما يصرح الوزيرى امين عام المجلس الاعلى للآثار وتزن نحو90 طنا وجدير بالذكر ان المسلة المصرية بلندن تصل الى 21 مترا وتزن نحو200 طن اذكر هذا للمقارنة وتوضيح الحجم... وقد قامت وزارة الآثار من قبل عام باستحضار ثلاث مسلات مقطعة للتجميع ايضا من صان الحجر الى المتحف الكبير والعاصمة الادارية الجديدة فى مواجهة ثورة وغضب من اهالى صان الحجر على انتقال ثرواتهم التاريخية الى عاصمة النفوذ والوجاهة وترك صان الحجر وآثارها دون عناية او حماية من السرقة اوالصرف الصحى ---ودون تنمية حقيقية لثروة وطنية تعود بالخير على الوطن وعلى ابناء صان الحجر.
< لم تكتف الحكومة بنقل المسلة وتجميعها بل رأت فيما رأت ان تقوم بقطع اربعة تماثيل لكباش الاقصر لتزيين الميدان حول المسلة ويبرر الوزيرى ايضا هذا بانها تماثيل منفردة ملقاة خلف الصرح الاول للكرنك وليست فى طريق الكباش فى استمرار ماسوى لكارثة نقل الآثار من موضعها وتشويه ومسخ المكان الاثرى الاصلى.... والمسخ الاكبر ان يكون شكل ساحة المسلة بالتحرير مشابها لساحة مسلة ويستمنستر التى احاطت بها تماثيل ابوالهول ....فلتحط كباش الاقصر وابوالهول برأس كبش بالمسلة المصرية الناحلة التى اتوا بها من صان الحجر فى تشابه ومسخ ممجوج مع شكل استعمارى كريه على قلب وذاكرة المصريين فى مكان هو ذاكرة الوطن لانتصار ارادة المصريين لا استعمارهم....!!!