اليوم السابع
محمد صلاح العزب
"فسحتنا في القاهرة" لكريستين يانكوفسكي.. الطفل المصري والكتابة "الفاخرة"
"الخيال هو فن رؤية الأشياء الخفية".
بهذه العبارة لجونسون سويفت صدّرت الكاتبة الألمانية "كريستين يانكوفيسكي" كتابها الجميل للأطفال "فسحتنا في القاهرة" الصادر في نسختين بالعربية والإنجليزية ومنتظر صدوره في نسخة جديدة بالألمانية.

"فسحتنا في القاهرة" هو كتاب تعليمي مصور للأطفال، يعلمهم الحروف والكلمات من خلال وصف معالم القاهرة السياحية في تجربة جديدة يميزها الحماس وجودة المادة القدمة في الكتاب بجانب جمال التصوير والألوان والطباعة الفاخرة.

"أسد في أبو الهول"، و"بقرة في برج القاهرة" و"خروف في خان الخليلي" و"وطواط في محمية وادي دجلة" بعض فصول الكتاب الشيق، وهو ما يطرح أسئلة مهمة حول كتب الأطفال في مصر، وأزمات الكتابة والنشر للأطفال، وفقر المكتبة العربية فيما يتعلق بالكتب العصرية المناسبة لهم، لدينا أزمة حقيقية فيما يتعلق بأدب الطفل، والكتب التعليمية الترفيهية الموجهة لهم، مما جعلهم عرضة وفريسة سهلة للأجهزة الإلكترونية التي تتطور بسرعة رهيبة وتتنافس على وعي وعقول الأطفال من خلال الألعاب والتطبيقات المبهرة غير الخاضعة لأي رقابة علمية أو طبية ودون مراعاة للمحتوى الذي غالبا ما يكون غير مناسب لعمر الطفل، بالإضافة إلى الأضرار المعروفة للاستخدام المفرط لهذه الأجهزة في هذا السن المبكر من عمر الطفل.

قلوبنا جميعا مع الآباء الراغبين في شراء كتب لأطفالهم، خصوصا ونحن على مشارف معرض الكتاب، فهؤلاء الآباء أمام خيارات محدودة جدا، فكتب الأطفال حاليا باهظة السعر، بجودة رديئة سواء في المحتوى أو في الطباعة، وتحول النشر والكتابة للطفل إلى سبوبة لا تخضع لأي معايير أو رقابة سوى الرغبة في الربح، مما ينفر الطفل من القراءة وهو في سن التكوين، لنعاني بعد ذلك من المقارنات المفزعة لعدد الكتب التي يقرؤها المواطن المصري وأي مواطن آخر في العالم.

حسب احصاءات منظمة اليونيسكو، لا يتجاوز متوسط القراءة الحرة للطفل العربي بضع دقائق في السنة، مقابل 12 ألف دقيقة للطفل في العالم الغربي.

المكتبة العربية في حاجة ماسة إلى الكتب من نوعية "فسحتنا في القاهرة" وأتمنى شخصيا أن تواصل "كريستين يانكوفسكي" مشروعها للأطفال وأن ينمو بمساعدة الجهات المهتمة لتقديم محتوى عصري يليق بالطفل المصري، لأن بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف