المصرى اليوم
ياسمين عبد العزيز
«آل الشيخ».. في حب مصر
بعد تفكير وبحث وتدقيق استقرت أفكاري حول الكتابة في قضية غاية في الأهمية، وحسّاسة جدًا، لدرجة أن المتابعين للأحداث، يعتبرون الكلام فيها بمثابة الدخول في منطقة الجروح.
ولأنني أتعامل معها على أنها ملف وطني وقومي مهم جدًا، ومؤثر في مشهد الاستثمار الرياضي بشكل عام وكرة القدم بشكلٍ خاص، فقد قررت الغوص فيه بكل أمانة وموضوعية وحيادية، واضعة نصب عيني مصلحة مصر فوق كل اعتبار.

الملف الذي أقصده يرتكز على محورين؛ الأول هو علاقة المستشار تركى آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية بالنادي الأهلي، ورموزه بقيادة محمود الخطيب، رئيس النادي، من جهة، والثاني علاقة تركي آل الشيخ بالرياضة المصرية من جهة أخرى.

نتكلم في البداية عن علاقة الصديقين الخطيب وتركي آل الشيخ، بدأت قوية ومتينة وراسخة وتحولت بفعل فاعل إلى علاقة متوترة، قبل أن يبادر تركي آل الشيخ بمد يد المصالحة إلى الخطيب في زيارة تاريخية بمنزل الأخير، إبان مرور الأسطورة بوعكة صحية، وتصافح الصديقان، وتبادلا قبلات الاحترام في أجواء أكثر من رائعة أشاد بها الغالبية المطلقة من خبراء ونجوم النقد الرياضي ورواد السوشيال ميديا.

كانت مبادرة تركي آل الشيخ النابعة من عمق في العلاقة بينه وبين الخطيب بداية لعلاقة أقوى، ومرحلة أكثر متانة وتماسكًا، ولعبت مشاعر الحب التي تجمع الاثنين، دورا واضحًا في بناء جسر المودة من جديد، وبالفعل هدأت الأجواء وصارت العلاقة سمن على عسل.

ولأن الأيام دول فقد تبدلت الأحوال سريعا مع ثبات الأشخاص، وتعرض المستشار تركي آل الشيخ لوعكة صحية بعد اللقاء الأول الذي جمعه مع بيبو.

وطبيعي ومنطقي وبكل لغات الأصول والاحترام كان لزاما على الخطيب رد الزيارة إلى صديقه، وبالفعل بعد عودته من رحلة علاج في فرنسا، قام الخطيب برد الزيارة على هامش أدائه للعمرة بالسعودية وسط أجواء حب متشابهة لما حدث في الزيارة الأولى، وكان آل الشيخ منطقيا وأكثر عقلانية عندما قال إنه جاهز لخدمة الكيان الأهلاوي الكبير، من خلال مجلس إدارة النادي صاحب القرار والكلمة، وما هو إلا مشجع وعاشق في محراب الأهلي قلعة البطولات والألقاب والمبادئ.

وعلى مدار المنعطفات الثلاثة التي مرت بها علاقة تركي والخطيب شاهدنا في أوقات التوتر عددًا ليس بقليل من هواة الصيد في الماء العكر، حاولوا كثيرًا وبشتى الطرق توسيع الفجوة وزيادة التوتر للبحث عن أدوار لهم، ولكن عقلانية الخطيب وتركي دحرت هؤلاء الدخلاء وكشفت نواياهم، وتصدت لرغباتهم الدفينة فازدادت العلاقة قوة ومتانة ونضجا ومحبة، مع الوضع في الاعتبار أن هواة الصيد في الماء العكر مازالوا يبحثون عن منافذ يدخلون فيها لإشاعة التوتر من جديد بين الكبيرين، ولكن محاولاتهم باتت مكشوفة للجميع.

ننتقل إلى المحور الثاني المتمثل في علاقة تركي آل الشيخ بمصر الرياضية، وهي علاقة حب أثمرت عن استثمار رياضي نابع من عشقه لمصر، وعلى ضوئها خاض تجربة بيراميدز الاستثمارية، وغيرها من التجارب الداعمة للرياضة المصرية، وشاهدنا بيراميدز ناديا عملاقا جديدا يشغل الجمهور وينافس الكبار، قبل أن يبيعه تركي الشيخ إلى الأشقاء الإماراتيين وينطلق بتجربة أخرى قوية مع ألميريا الأسباني.

وعندما ننظر إلى التفاصيل التي سردناها نجد أن الحب رابط مشترك في علاقة تركي آل الشيخ سواء بالخطيب أو بمصر الرياضية، ومن هنا أقول علينا أن نترك الرجل، ونشيد به ولا تجرنا الأفعال الصبيانة لبعض المأجورين إلى زعزعة علاقتنا بهذا الرجل العاشق للأهلي ومصر والمصريين، كلنا بشر نخطئ أحيانا ونصيب أحيانا كثيرة، لأن هذه هي طبيعة وسنة الحياة، أتمنى أن ندعم علاقة الحب لهذا الرجل الذي يجري عملية جراحية خلال الفترة المقبلة، ونتمنى له الشفاء العاجل بقدر حبه لمصر والمصريين، وهو ما كشف عنه في تغريدة حبه بعد مغادرة الرياض منذ ساعات قائلا «بكل حب أغادر الرياض وأتمنى أن أراكم قريبا وأتمنى منكم الدعاء، أحب الجميع، حمى الله الملك وولي العهد والجميع.. ونحن نقول له بكل حب «سلامات يا أبو ناصر».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف