سناء السعيد
بدون رتوش .. أحلام الشيطان..!!
ما يخشاه الكثيرون أن يكون العام الحالى 2020 عاما مفصليا يحمل فى جعبته الكثير من المفاجآت التى ستغير شكل المنطقة فيما إذا تحققت. وهنا يتم تسليط الضوء تحديدا على ليبيا وما يجرى فى ساحتها بعد التدخل التركى فيها وقيام أردوغان بتسليط الجماعات الإرهابية عليها من أجل اسقاطها واتخاذها منطلقا نحو استهداف دول المنطقة خاصة الدول المتاخمة للحدود الليبية من أجل تنفيذ مشروعه الآثم الذى يهدف إلى اعلان قيام امبراطورية الخلافة الإسلامية وتنصيبه خليفة للمسلمين. وهو ما أكده « عدنان تانوردى» المستشار العسكرى الأول لأردوغان فى تصريحات له فى 23 ديسمبر الماضى عندما تحدث عن مخطط تنصيب أردوغان خليفة للمسلمين وللدول التى يستهدفها وفقا للبرنامج الذى جرى بمقتضاه وضع دستور الكونفدرالية المراد لها أن تضم 61 دولة عربية وإسلامية بانتظار ظهور المهدى المنتظر. ومن بين هذه الدول البحرين، والامارات، وفلسطين، والعراق، وقطر، والكويت، ولبنان، وسوريا،والسعودية، وعمان، والأردن،واليمن، ومن دول شمال افريقيا تضم القائمة الجزائر، وتشاد، والمغرب، وليبيا، ومصر، وتونس.
يرتكز مشروع أردوغان على احياء تنظيم داعش الارهابى ليكون عابرا للقارات وذلك من خلال انضمام عناصر متطرفة جاء بها من عدة مدن بالشمال السورى ليكون لهم الدور الأكبر فى تأسيس هذا التنظيم كى يعمل فى ساحة الصحراء الكبرى. ولقد تم شحن الآلاف من المرتزقة تحضيرا لارسالهم إلى ليبيا بهدف انضمامهم إلى صفوف الميليشيات التى تقودها حكومة الوفاق ليجتمع الارهابيون من مختلف الأماكن ويكونوا تنظيما يضم الآلاف ليتولى أردوغان استخدامه فى ضرب دول المنطقة وتحويلها إلى خراب. أما المشروع الشيطانى الأردوغان الرامى إلى إقامة كونفدرالية إسلامية فسيتولى مهمة تنفيذه معهد البحوث الاستراتيجية، ويعتمد فى الأساس على تفتيت دول المنطقة لكى تتحول إلى دويلات طائفية يتم فيها زرع ثقافة فئة الاخوان الباغية.
ولا شك أن هذا المشروع الآثم من شأنه أن يشكل أكبر تهديد للأمن القومى العربى بأكمله. بل ويعطى الذريعة للولايات المتحدة لامعان التدخل أكثر وأكثر فى المنطقة تحت ذريعة محاربة داعش. كما أن المشروع يهدف إلى استنزاف ثروات الخليج وثروات شمال افريقيا من النفط والغاز. ولهذا يتعين على دول المنطقة لا سيما تلك التى تتواجد على تماس مباشر مع الحدود الليبية أن تبادر بتوجيه ضربة استباقية من أجل حماية البلاد من هذا الطاعون القاتل. الأمر الذى يتطلب وحدة موقف هذه الدول وتوثيق الترابط بين مصر وتونس والجزائر تحديدا لدعم الجيش الوطنى الليبى بقيادة الجنرال حفتر ولمنع هذا الخطر الداهم الذى يهدد الأمن القومى فى المنطقة بأكملها. لا سيما وأن هذه الدول ستكون أول من يضار من هذا الطاعون الأردوغانى القاتل. نعم يتعين على الدول الثلاث الوقوف صفا واحدا أمام الإرهاب الذى يتهددهم. يجب أن يعملوا لدحره وقطع الطريق على هذا الطاعون وسحق المتآمرين وراعيهم الأخطبوط أردوغان من أجل اسقاط مشروعه الآثم الذى يستهدفهم فى مقتل، يجب مجابهته حتى تتبدد أحلام الشيطان وتصبح فقاعات تذروها الرياح.....