الوفد
محمد عادل العجمى
م... الآخر .. إلى من يهمه الأمر
تحويل الشعب من مستهلك إلى منتج ربما يكون صعبًا، ولكن ليس مستحيلًا وإذا كانت الشعوب المتقدمة اليوم، تقدمت بخلق قيمة مضافة، أو ميزة تنافسية فى صناعة أو منتج، فمن العقل أن تتجه إلى خلق قيمة مضافة وتبحث عن الهوية المصرية حتى تجدها، ولا أكون مبالغًا إذا ما قلت إن الميزة التنافسية لمصر موجودة فى العشوائيات، ولكن كيف تزيح التراب، وتستخرج الماس، وتحول العشوائيات إلى طاقة إنسانية منتجة؟

لقد كان لى لقاء مع لجنة التنمية المستدامة وقد أطلقت عليها «كتيبة» لأنها استطاعت رغم البيروقراطية وظروف المجتمع، والإحباط، والفشل، أن تنجح وتخلق قيمة مضافة من العشوائيات، كان يمكن أن تضخ مبلغًا من المال، وتنتهى القصة، أو تعطى أى جمعية من جمعيات المجتمع المدنى المال، وتسجل فى السجلات وأمام كاميرات الإعلام وفى الصحافة أنها ضخت الملايين لتطوير العشوائيات، ولكنها قررت أن «تشمر» عن ساعديها وتنزل بنفسها لتحرس التربة، وتلقى بالسماد وتنتظر مواعد الحصاد وقد حان قطف الثمار، ولكن الموضوع يحتاج للصبر والإصرار والعزيمة، وقلوب احتسبت عند الله ما تفعله من أجل الإنسان ونموه ورقيه.

بحثت اللجنة فى عمق الإنسان فوجدته ثروة تحتاج إلى من يدرب وينشر الوعى، لم يكن الأمر سهلًا فمنذ 2014 وحتى تاريخه كانت رحلة بحث عن الإنسان المصرى فى عمق العشوائيات، وتم تغير الاستراتيجية من تطوير العشوائيات إلى « عيشة وهوية» بمشاركة الجميع، وكان مفتاح النجاح هو مشاركة الأهلى فى رسم مستقبلهم واحتياجاتهم، ومع عقد الاجتماعات الدورية، والتدريبية والتوعوية مما ساهم بشكل كبير فى نجاح لجنة التنمية المستدامة باتحاد بنوك مصر، من أن يكون لها نموذج عملى وواقعى.

يحتاج إلى تعميمه على كافة محافظات الجمهورية، لأنه منظومة متكاملة من تحويل العشوائيات إلى بيئة صحية، ومنتجة، ومشاركة مسح التراب عن الشخصية المصرية، التى ماتت ودفنت بفعل الصراع السياسى والمادى وكنتيجة متراكمة لسنوات طويلة من الفساد، تم خلالها إعلاء كلمة المصلحة الخاصة، والمادية، وحياة مطعمة بالاستهلاك اللامتناهى دون النظر إلى الدخل، وهو ما يدفع إلى التحول فى الشخصية من شخصية قنوعة راضية تخاف الله، إلى شخصية طامعة، فاسدة تنسى أن للكون إلهًا.

ودون الدخول فى فلسفة الحياة، وما حدث للشخصية المصرية من تجريف على مدى سنوات طويلة، يجب أن تجد هذه اللجنة كل الدعم من الرئاسة ومجلس الوزراء والمجتمع المدنى والقطاع المصرفى وغير المصرفى، وأن يتم تشكيل لجنة تنمية مستدامة تابعة لرئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء يكون مظلة لكل أعمال المجتمع المدنى، وتكون مشاركة لا متحكمة، ومسيطرة، تكون مرشدة نحو تكامل كل الجهود وتوزيعها على مستوى الجمهورية، حتى لا تتركز جهود الشركات الكبرى والبنوك فى مناطق معينة. وأن تأخذ هذه اللجنة من الخبرة والتجربة من لجنة التنمية المستدامة بالبنوك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف