يعيش الكثير منا الآن حالة من اليأس والإحباط تعطل مسيرة حياته فيخسر الحاضر والمستقبل بسبب مشاكله العائلية أو قلقه على اولاده او فقدانه لوظيفته أو خروجه على المعاش دون ان يحقق ما كان يحلم به رغم قدراته في حين يسيطر العجزة والجهلة وعديمي الموهبة والمنافقين على المواقع القيادية، لكن هذا ليس نهاية العالم، فالحياة ليست، مثل الروايات الشعبية وأفلام الأبيض واسود التي لابد ان تنتهي نهاية سعيدة بانتصار بطل الرواية.

علينا التعلم من أخطاء الماضي والإجابة على سؤال هو كيف ولماذا فشلنا؟ تجيب عن هذا السؤال الروائية الأمريكية إليزابيث جيلبرت في كتابها "تيد توك" الأكثر مبيعًا فى العالم حيث تروى قصة كفاحها منذ ان كانت تعمل نادلة، مؤكده ان تجارب الحياة في عالم الكبار مثل الامتحانات المدرسية علينا التعلم من دروس الفشل تحقيق النجاح وبناء شخصية قوية تتجاوز النكسات بدلا من ان يصبح معرقلا لنا فالإصرار على هزيمة الفشل يمكن ان يكون مقدمة للنجاح بدلا من الإقدام على الانتحار.

فلن يصل أحد منا لمرحلة الكمال فمنا من لم ينل قسط مناسب من التعليم لكنه استطاع تكوين خبرات وثروات أكثر من عظماء الفلاسفة والمفكرين، فلم يتحدث الطفل ألبرت أينشتاين أعظم علماء الفيزياء إلا متأخرا ووصف معلمو توماس إديسون بانه غبي لكنه تمكن من اختراع المصباح الكهربائي في النهاية بعد ألاف المحاولات الفاشلة.

عندما سألت صديق سبقنى للمعاش بما تنصحني رد على قائلا: لا تجتر تجارب الماضي المريرة وابتعد عن الندم والأصدقاء الزائفين، وحاول أن تصبح أناني وتعيش لحظة من اجل نفسك حتى تكون قادرا على العطاء.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com