الوطن
عماد فؤاد
بالخيانة والإرهاب.. الإخوان على دين مرشدهم الأول
إن جاز لنا أن نستخلص من تطورات الأحداث فى ليبيا شيئاً إيجابياً يهمنا كمصريين، وهو ما تكشّف من خيانات قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية للوطن، وتأييدهم الفج والوقح فى آن لسلطانهم أو خليفتهم المزعوم أردوغان.

حتى أيام قليلة ماضية كان البعض من البسطاء فكراً وثقافة، حتى إن كانوا من خريجى الجامعات، يعتقدون أن هناك من بين هذا التنظيم من يحملون وجهة نظر سياسية، وآخرون كانوا يلتمسون لهم ثمة أعذاراً لموقفهم المناهض للنظام، على خلفية ما أسفرت عنه ثورة 30 يونيو العظيمة من إزاحتهم عن السلطة بعد عام واحد فقط من اقتناصهم لها.

أما بعد أن خلعوا برقع الحياء وارتدوا عباءة الخيانة بوضوح ودون مواربة، وأكدوا بالصوت والصورة عداءهم لبلدهم مصر، التى أنجبتهم -وليتها لم تفعل- وللجيش الذى يصفونه بميليشيات «السيسى»، وهم يعلمون أنهم يكذبون على أنفسهم قبل أى أحد آخر، أما وقد فعلوا ذلك، فإنهم قد سقطوا تماماً فى أعين من كانوا يأملون فيهم بصيصاً من خير.

عن نفسى، لم يفاجئنى موقف هؤلاء الخونة، فهم فى هذا الموقف متسقون تمام الاتساق مع أنفسهم، ومتفقون مع أفكار وسلوكيات مرشدهم الأول حسن البنا، والمحسوب زوراً وبهتاناً أنه مؤسس الجماعة عام 1928، وقد تصيب بعضكم الدهشة مع نفى تلك المعلومة، ومعرفة القصة الحقيقية للتأسيس التى تكشف خيانة «البنا» كطبع أصيل نشأ عليه، وسارت على نهجه الجماعة حتى يومنا هذا، وكأنه دستورها، وليس القرآن الكريم كما يدّعون.

المؤسس الأول للجماعة هو الشيخ الأزهرى أحمد السكرى، وإليكم القصة:

فى سنة 1920 فى مدينة الإسماعيلية أسس «السكرى» جمعية «الإخوان المسلمون»، الخيرية، وكان معه كل من على أحمد عبيد وحامد عسكرية، وانضم حسن البنا وهو ما زال صبياً للجمعية الخيرية الوليدة، وتقرّب من الشيخ السكرى، الذى تعهده بالرعاية والمال حتى انتهى من دراسته بكلية دار العلوم، وسعى لتعيينه مدرساً حكومياً للغة العربية، وبعدها سعى «البنا» لضم أعضاء جدد للجمعية، وحرص على أن يدينوا له بالولاء للحظة التى كان يستعد فيها لخيانة شيخه «السكرى»، وجاءت تلك اللحظة عندما دعا «البنا» ومن جنّدهم لحسابه من أعضاء الجمعية، لإجراء انتخابات داخلية أزاحت الشيخ السكرى من الرئاسة سنة 1928، وبايعوا حسن البنا، ليس كرئيس للجمعية، ولكن كمرشد عام لها، بعد أن اختاروا لها اسم جماعة «الإخوان المسلمون»!.

فى ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، وعلى درب الخيانة أيضاً، قدم «البنا» نفسه وجماعته لقادة الاستعمار الإنجليزى فى مصر، خداماً لهم للتصدى لحركات التحرر الوطنى التى انبثقت فى أعقاب ثورة 1919، وبعلم الملك وبعض خاصته فى مصر، موّل الإنجليز نشاط جماعة الإخوان المعادية لكل من يتحرك ضد قوى الاستعمار والملكية. خاصة التيارات اليسارية المتنوعة والمتمركزة فى كتلة اليسار فى حزب الوفد «الطليعة الوفدية»، وفى تنظيمات الجبهة المتحدة للطلبة والعمال والفلاحين، وفى بعض ما بقى من حزب مصر الفتاة. ولتأكيد ولاء الجماعة للاستعمار والملك، أنشأ «البنا» الجهاز الخاص داخل الجماعة، لاغتيال وتصفية خصومهم السياسيين وغير السياسيين، المناوئين للملك والإنجليز، وكأنما لم يكتفِ «البنا» بصفته كخائن، وتحول إلى إرهابى أيضاً، وكما يقال إن الناس على دين ملوكهم، سار الإخوان على دين مرشدهم الأول.. الخيانة والإرهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف