تسحب العمليات الإرهابية الأخيرة التي روعت العالم وجرت وقائعها في بلدان وقارات مختلفة افريقيا: تونس ومصر وأوروبا وفرنسا وقبلها في آسيا مدينة عين العرب السورية البساط من تحت فكرة مريبة جري الترويج لها عن طريق الجماعة وأبواقها الاعلامية وخلاياها الالكترونية واصدقائها ورعاتها في العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية وهي الفكرة الخبيثة التي جري التعبير عنها كذلك عبر هيئات غربية رسمية وغير رسمية وعلي ألسنة مسئولين غربيين كثر ومفادها ان الإرهاب المنظم التي تقوده جماعة الاخوان الارهابية ضد الشعب والمجتمع والدولة في مصر ويسقط فيه كل يوم شهداء وضحايا إنما نشأ بسبب الانقلاب المزعوم الذي قام به العسكر ضد الشرعية وبعد الاطاحة بحكم الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي اختاره الشعب في انتخابات نزيهة!! وهي فكرة خبيثة لأنها تتجاهل دور شعب مصر الذي رفض حكم الاخوان ورأي فيه انقلابا علي ثوابت الدولة الوطنية المصرية كما تتجاهل ايضا تجلي إرادة شعب مصر التي تجسدت بقوة يوم 30 يونيو رغم ما جري من مناورات ومؤامرات للالتفاف عليها بعد ذلك!
فالمؤكد ان تونس لم يحدث فيها انقلاب علي حكم الاخون يبرر الجريمة المنحطة التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء فقد حكمت الجماعة بصورة مباشرة في اعقاب الثورة التونسية عن طريق العوبتهم منصف المرزوقي وبواسطة راشد الغنوشي مرشدهم الأعلي ثم شاركوا بعدها في الحكم بعد ان ازاحهم الشعب التونسي من صدارة المشهد في الانتخابات الأخيرة ومع ذلك لم تسلم تونس من شرهم ولم تأمن من لدغة المنتمين إلي فكرهم!
كذلك إذا تمعنا النظر في جنسية ضحايا عملية تونس الإجرامية لتبينا ان اكثريتهم من السائحين البريطانيين الذين ينتمون إلي دولة صديقة رعت الجماعة رعاية كريمة واستضافت غيرها من عتاة الإرهابيين الذين اختطفوا الدين الإسلامي ورفضت اعتبار الاخوان جماعة ارهابية أو اتخاذ موقف حاسم منها متصورة أو متوهمة انها بذلك تجنب نفسها مخاطر القبضة الغادرة وتحمي مواطنيها من شرور هذه الجماعات الارهابية لكن وهمها تبدد علي صخرة الواقع ودفعت انجلترا ثمنا باهظا لتسترها علي جرائم عصابات الإخوان وحلفائها ولم يشفع لها ما قدمته لجحافل الارهابيين من خدمات لا تنكر ومساعدات لا تخفي علي أي صاحب نظر!
وكذلك فإن حال فرنسا لا يختلف عن حال بريطانيا في المضمون وان اختلفت في الدرجة خاصة انها سبق وان اكتوت بنار الارهاب في شارلي ابدو منذ بضعة أشهر.
أما الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي للارهاب الدولي من الإرهاب الصهيوني إلي الإرهاب الداعشي وبينهما ارهاب الاخوان وارهاب قاعدة بن لادن وغيرهما فلا اشك قيد أنملة ان لدغات عقارب الارهاب ستنالها هي ايضا في زمن غير بعيد لا عن معلومات بالطبع وإنما عن تحليل منطقي وعن فهم موضوعي لسيكولوجية هذه الجماعات الارهابية التي ستعض حتما كل يد امتدت لها بالدعم والمساعدة وهو قانون مؤكد تثبت كل وقائع التاريخ صحته ونجاعته!
ما تقدم يقول بوضوح ان الإرهاب لا يحتاج إلي مبرر ولا تنقصه الذريعة لكي يضرب ويبث سمومه في ارجاء المعمورة فهو يتنفس الموت ويقتات علي الخراب وإذا لم يجد ما ينهشه سينهش اقرب الناس إليه وحتي أولئك الذين قدموا له الأيادي البيضاء وساعدوه علي الحياة والحركة.
ومع مثل هذه النوعية من الأعداء لا مفر من دحرها وقطع دابرها والقضاء المبرم عليها واجتثاثها من جذور التربة المصرية اجتثاثا تاما مهما كان الثمن أو عظمت التضحيات فهذا ابسط وأقل كلفة من الانخداع بنداءات الصلح والسلام وبدموع التماسيح التي تذرف بينما تتأهب الأسنان الفتاكة لالتهام جسد الضحية المخدوعة!!