طارق الأدور
كلام رياضي جداً - هل يخطئ الأهلي للمرة الثانية ؟؟
أخطأت إدارة الأهلي خطأ جسيما في بداية الموسم عندما أقصت فتحي مبروك من الإدارة الفنية وتعاقدت مع الأسباني كارلوس جاريدو ليقدم الأهلي في عصره أسوأ مستوياته علي مدي أكثر من 10 سنوات بعد أن توج مع مبروك بطلا للدوري في الموسم الماضي بعد أسابيع قليلة من توليه للمهمة.
والعجيب أن إدارة الأهلي تريد الآن تكرار نفس الخطأ بإقصاء مبروك في نهاية الموسم وإسناد المهمة لأجنبي جديد يبدأ المشوار من الصفر.
وسبب إصراري علي أن ما ارتكبه مجلس إدارة الأهلي كان خطأ بالغا هو أن مبروك عندما تولي المهمة في الموسم الماضي في آخر 9 مباريات وضع استراتيجية كبيرة وهي بناء فريق جديد ينافس علي البطولات لسنوات قادمة وقوامه الأساسي من ناشئي النادي.. فدفع منهم برمضان صبحي وكريم بامبو وتريزيجيه وعمرو جمال في التشكيل الأساسي الذي نجح في اقتناص بطولة الدوري في الدورة الرباعية النهائية. ولكن عندما جاء جاريدو.. هدم هذا الكيان وبدأ يعتمد علي الأسماء واستبعد كل الناشئين والصغار من التشكيلة الأساسية حتي هبط مستواهم وغابوا عن الساحة.
وكان خطأ الإدارة أكبر في أنهم تركوا جاريدو حتي أضاع كل آمال الأهلي في الدوري.. بل وخرج علي يديه من بطولته المفضلة دوري أبطال أفريقيا ليتولي فتحي مبروك المهمة للمرة الثانية ولكن بعد أن فقد الأمل عمليا في الفوز بالدوري وبعد أن تحول الأهلي إلي الكونفيدرالية.
وبعد تولي مبروك للمسئولية للمرة الثانية نجح ابن الأهلي المخلص في تحقيق 4 إنجازات كبيرة خلال فترة وجيزة بعيدا عن النتائج وهي استعادة الثقة التي ظهرت علي عدد كبير من اللاعبين وعلي مستوي الأداء وثانيا عودة استراتيجية الدفع باللاعبين الصغار والتي ظهرت من خلال إعادة رمضان صبحي وكريم بامبو "قبل إصابته" وتريزيجيه إلي التشكيل الأساسي وثالثا إعادة عدد كبير من النجوم الكبار إلي ثقتهم ومستوياتهم وفي مقدمتهم حسام غالي وعبدالله السعيد اللذان قدما أفضل عروضهما ربما مع الأهلي خلال سنوات طويلة أمام الترجي ومعهما أيضا سعد سمير وصبري رحيل في الدفاع حيث تطور مستواهما بشكل ملحوظ عن بداية الموسم.
أما رابع إنجازات مبروك فهي استعادة أسلوب اللعب السريع الذي يعتمد علي انطلاقات القادمين من الخلف بالسرعات والمهارات وهو أسلوب كان جاريدو قد قضي عليه خلال فترة توليه للمهمة.
أتمني ألا تخطئ إدارة الأهلي نفس الخطأ وتسند المهمة في الموسم الجديد لأجنبي يبدأ من الصفر وربما يودي إلي انهيار العوامل الأربعة التي حققها مبروك مع الفريق في الفترة الماضية.
نعم حقق الأهلي علي مدي تاريخه إنجازات كبيرة مع المدربين الإجانب وأبرزهم هيديكوتي وخايتسه وأخيرا جوزيه إلا أنني أري أن هذا التوقيت هو للمدرب المصري الذي يعرف تماما طبيعة اللاعب المصري النفسية والمعنوية في الفترة الحالية التي تمر بها الكرة المصرية.