الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – عندما يفقد المواطن الثقة في مؤسساته
عندما يفقد المواطن الثقة في مؤسساته

ظل الاعلام العالمي يشكك في ثقتنا بمؤسساتنا ويتحدث عن فسادها ،بينما يروج لثقة المواطن الغربي بمؤسساته وشفافيتها ،لكن هدمت استطلاعات الرأي مؤخرا هذه الصورة الجميلة لمؤسساتهم وكشفت عن مفاجئات منها استطلاع مركز "إيدلمان" الأمريكي الذى شمل 34 ألف شخص من 28 دولة ،واكد انخفاض ثقة البريطانيين بحكومتهم واعلامهم الى أدني مستوياتها منذ 20 عامًا ،في حين أعرب المواطنون الصينيون عن ثقتهم الكاملة بمؤسساتهم ، وهذا يتناقض تماما مع نتائج استطلاعات أخرى حول جودة المؤسسات الغربية، ومؤشر مدركات الفساد فيها الذى وضع دولة مثل بريطانيا في صدارة الدول الأقل فسادًا، بعكس الصين التي تأتى في منتصف القائمة.

وتشير ايضا استطلاعات الرأي الى فقدان الأمريكيون ثقتهم فى مؤسساتهم حتى المؤسسات الدينية وانتقلت عدوى عدم الثقة للمؤسسات الإعلامية التي اهملت حق القارئ في معرفة الحقيقة بعد استغلالها من جانب بعض العاملين بها وشخصيات نافذة من الكونجرس ونجوم الفن والرياضة لتحقيق مجد شخصي، حتى الرئيس ترامب نفسه حول البيت الابيض الى درع ومنصة لحمايته والدعاية له.

يستثنى من هذا عدد قليل من المؤسسات الامريكية التي لاتزال تحافظ على ثقة المواطن هناك اهمها الجيش أكثر المؤسسات الوطنية والاحترافية التي يلتزم افرادها بالمسؤولية والجدية مما يؤهلها لتصبح القاطرة التى تعيد الثقة من جديد لباق المؤسسات.

وحاول يوفال ليفين في كتابه -كيف تعيد مؤسساتنا إحياء الحلم الأمريكي؟ _ وضع خريطة طريق لإعادة بناء جسور الثقة بين الامريكيين ومؤسساتهم عبر التزام المؤسسات بالمصلحة العامة واختيار العاملين بها وفق معايير اخلاقية ومهنية ليسوا فوق القانون، لتعزيز نزاهة وشفافية المؤسسات ومبدأ المحاسبة وتضيق الخناق على الفساد.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف