الوفد
مجدى سرحان
لله والوطن .. هؤلاء الأغبياء.. ألا يتعلمون؟!
«فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً».. هؤلاء الخونة.. المتنطعون.. ألم يفهموا ويتعلموا دروس الماضي.. وينصرفوا عما هم فيه مستغرقين من ضلال وإفك وأوهام؟!.

قبل يومين.. أعلنت وزارة الداخلية عن إحباط مخطط إخوانى إرهابى مدعوم من «لص أنقرة» كالعادة.. يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى فى مصر وهدم مقدراتها الاقتصادية بالتزامن مع ذكرى 25 يناير.. وتكليف عناصره بالداخل لتنفيذه من خلال على إثارة الشارع المصرى بتكثيف الدعوات التحريضية والترويج للشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة.. واستخدام «السوشيال ميديا» للحشد لتنظيم التظاهرات وإثارة الشغب وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات العامة والقيام بعمليات تخريبية ضد منشآت الدولة.. وكذلك التخطيط والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية تمهيدًا لارتكاب عمليات تستهدف شخصيات ومنشآت هامة ودور العبادة المختلفة بالتزامن مع ذكرى 25 يناير.

•• نفس ما يفعلونه

ونفس ما يفشلون فيه فى مثل هذا الوقت من كل عام.. لكنهم بغبائهم لا يفهمون أن ما يخططون له ليس إلا أوهاما وأحلاما لا وجود لها إلا فى خيالاتهم وهلاوسهم وتهيؤاتهم .. وما هى إلا تعبير واضح عن شعور لديهم بأنهم منبوذون .. مهمشون .. بعد أن انفضح ضعفهم وانكشفت أطماعهم .. وانفض الشعب من حول شعاراتهم البراقة الكاذبة .. مفضلا أن يعيش الواقع .. ويواجه مشاكله .. بنفس راضية.. واعية بضرورة أن يتحمل الجميع مسئوليته .. ويشارك فى فاتورة التنمية والإصلاح.

وما زال خيالهم المرض عاجزا عن استيعاب أن شعب مصر ما زال مستعدا لمنح دولته.. ورئيسه.. وجيشه مزيدا من الثقة والوقت.. لتحقيق ما يتطلع اليه من طموحات.. وأن القطاعات الأكبر من الجماهير لديها مخاوف حقيقية.. ومبررة.. من تكرار ما حدث فى يناير 2011 من انهيار سياسى واقتصادى واجتماعى .. ما زلنا جميعا نعانى تداعياته حتى الآن .. وأن أى خروج جديد إلى الشارع يعنى الضياع والانهيار.. خاصة بعد أن تكشف للجميع أن مصر مستهدفة من قوى استعمارية وعدوانية خارجية عديدة.. تريد بها الشر والخراب.. وأن مصر الأبية وجيشها القوى يقفان حجر عثرة أمام مؤامرات ومخططات هذه القوى الساعية الى فرض هيمنتها على المنطقة بالكامل واستعمارها من جديد وإعادة تقسيمها وفقا لمخطط «سايكس بيكو» الجديد الذى أصبح وجوده واقعا ملموسا لكل ذى عين وبصيرة.

•• هذا الشعب

ونحن معه.. ما زلنا نتذكر كيف استطاع هؤلاء الخونة استغلال انهيار المنظومة الأمنية.. إبان أحداث 2011 .. ليخطفوا الوطن ويجهضوا ثورة شبابه الطاهر البريء.. الذى خرج الى ميادين الثورة مخدوعا بشعارات العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. ليواجه بصدوره العارية رصاصات الغدر والخيانة من عصابات الإرهاب.

وما زلنا نتذكر مشهد الاحتفالات الهستيرية الصاخبة لعشيرة محمد مرسى عندما تم الإعلان عن فوزه برئاسة الجمهورية فى 24 يونيو 2012 .. لترتفع صرخاتهم الطائفية فى ميدان التحرير: إسلامية إسلامية.. وما قصدوا بها إلا احتفالا بمشروع دولة خلافتهم المزعومة.. ليكون ذلك إنذارا ومقدمة لفتنة كبرى كانت قادمة فى الطريق.. ولم يغب عن ذاكرتنا كذلك مشهد احتفالهم بذكرى عيد النصر فى 6 اكتوبر 2012.. حيث جلس مرسى فرحا مزهوا.. محاطا بالقتلة والسفاحين.. وبينهم من صدرت ضدهم أحكام إعدام ومن كانوا يقضون عقوبات بالسجن.. وتمكنوا من الهروب بعد أن حررهم الإخوان.. ليكون هذا المشهد رسالة يأس لشعب مصر كله بأن الوطن قد تم اختطافه الى الأبد.

•• أيضاً

لم ولن ينسى شعب مصر مشهد اعتصام «رابعة والنهضة» المسلح.. من 28 يونيو الى 14 أغسطس 2013.. عندما أدرك الطغاة سقوط دولتهم.. فكشفوا عن وجههم الإرهابى القبيح. وأقدموا على «الانتحار السياسي» بحشدهم ميليشياتهم المسلحة فى مواجهة مؤسسات الدولة.. لينتهى المشهد بمعركة دامية يتحملون هم وزرها كاملا.. لأنهم هم الذين حملوا السلاح واختاروا طريق الحرب.. ولن ننسى صرخاته أمام كاميرات الإعلام وتهديداتهم بحرق الوطن بالكامل وتفجيره إذا لم يعد رئيسهم المخلوع إلى الحكم.

شعب مصر لن يسامح هؤلاء الذين قتلوا الأبرياء وأزهقوا الأرواح وسفكوا الدماء وحرقوا وفجروا الكنائس والمساجد وقتلوا المصلين غدرا.. وقطعوا الطرق وعطلوا المرافق وروعوا الآمنين.. وجلبوا المرتزقة والسفاحين من كل الدنيا الى ارض سيناء من أجل اقتطاعها من جسد الوطن وإقامة دولة خلافتهم المزعومة عليها.. وحملوا السلاح فى وجه الجيش والدولة وأرهقوها بالإنفاق على الحرب لمحاولة وقف وتعطيل مسيرة الإصلاح والبناء.. ولن يسمح لهم بالعودة من جديد.

•• ببساطة

شعب مصر استوعب الدرس جيدا.. ولن يلدغ من «جحر الربيع العربي» المزعوم مرتين.. ولن تفلح هذه المخططات التى جرى إحباطها مؤخرا.. ولا أى مخططات ومؤامرات أخرى.. فى أن تدفع المصريين الى الشارع من أجل حرق وهدم الوطن مرة أخرى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف