الوفد
اسلام الشافعى
لوجه الله .. صناعة الانقلابات.. ووعى الشعوب
فى أعقاب ما أسموه بالربيع العربي.. والذى تبين أنه كان ربيعًا للخراب.. ونهب ما تبقى من ثروات وأراضى العرب.. حاول بعض الكتاب تحليل ماحدث.. مجرد محاولة لفهم كيف تحول الحلم لكابوس مفزع.. أغلب التحليلات والتفسيرات كانت متقاربة.. أغلبها، أشار إلى أياد عميلة.. وقوى خفية تحرك دفة الأمور بعيدًا عما أرادته الشعوب.. لكن ما كان أحد يعلن ما توصل إليه.. حتى تخرج عشرات الحناجر ناعقة بتسفيه رأيه.. ناعتة إياه بالوقوع أثيرًا لنظرية المؤامرة.. إمعانًا فى تسفيه شخص من حاول الفهم.. أو ارتكب جريمة توعية الآخرين بما يحاك لهم.

وأظن أنه لا يوجد عاقلان الآن يختلفان على حقيقة وجود تلك المؤامرة.. وأن من أداروها كانت لهم أهداف أبعد ما تكون عن ذهن من كانوا أداة لها.. ورغم الاختلاف فى تفسير كينونة تلك الأهداف.. إلا أن جميعها لا يخرج عن المصالح الاقتصادية.. والنهم الغربى وتحديدًا الأمريكى للنفط والغاز.. وفى بعض الحالات الدفاع عن امبراطورية الدولار.

الأمثلة كثيرة.. لدول أسقط حكامها، وقتل شعبها.. لا لشيء إلا محاولة الاستفادة قليلاً من ثرواتها.. أوالفرار من شباك المصالح الأمريكية.. وبالطبع كان لأمريكا الجنوبية النصيب الأكبر من سطوة ذلك «الغول».. من بنما للاكوادور وجواتيمالا، وأخيرا فنزويلا.. التى كانت آخر ضحايا الشره الأمريكى لثروات الشعوب.

وسبق أن كشف الخبير الاقتصادى الأمريكى جون بيركنز فى كتابه «اعترافات قاتل اقتصادي»،فى عام 2004، والذى تُرجم لثلاثين لغة..تفاصيل الكثير من الجرائم الأمريكية.. التى تحولت إلى استيراتيجية للسيطرة على دول العالم الثالث.

فقدم بيركنز أمثلة عديدة لتدبير انقلابات ضد حكام.. لا لشيء إلا أنهم حاولوا وضع شعوبهم على الطريق الصحيح.. بدءًا من محمد مصدق فى إيران.. ووصولا إلى هوجو شافيز وخلفه مادورو فى فنزويلا.. مرورًا بإربنز فى جواتيمالا.. وآخرون قتلوا لا لشيء غير أنهم أرادوا أن تنعم أوطانهم بثرواتها.. أبرز تلك الجرائم اغتيال رئيسى بنما رولدوس و عمر توريخوس.. فى حادثى طائرة مدبرين، لا يفصل بينهما أكثر من شهرين.. ولم تكن جريمتهما فى نظر أمريكا أكثر من محاولة فرض سيادة الدولة على نفطها.

وفى عالمنا العربي.. بدأت العديد من الحقائق المشابهة تتكشف لنا.. لماذا قتل صدام ودمرت العراق.. وعن أى شيء تحدث القذافى فقتل.. وكيف راحت سوريا ضحية لخط غاز..!

والخلاصة.. أن هناك مخططًا حقيقيًا للهيمنة.. وآلة شرسة.. يحركها النهم لثروات الشعوب لطحن عظام من يقف فى طريقها.. آله يمكنها سرقة الثورات بسهولة.. وخداع الملايين بأوهام وشعارات كاذبة.. آلة لا تتروع عن اغتيال أو انقلاب أو حتى احتلال.. لكن يبقى وعى الشعوب.. وإدراكها لطبيعة مايدور من حولها، حائط الصد الأخير لحماية دولهم.. إن سقط سقطت دولهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف