بوابة الشروق
حسن المستكاوى
مشروع الكرة المصرية الغائب..!
** قيادة حسام البدرى للمنتخب لم تبدأ بعد عمليا، فهو تولى المهمة فى توقيت صعب، وبعد خسارة كأس الأمم على ملاعبنا وكانت تجربة قاسية شأن تجربة مونديال روسيا. والواقع أن مسئوليات اتحاد كرة القدم تتعدى حدود الملعب. فعندما يقيم المنتخب بعيدا فى جروزنى عن موقع مبارياته فتلك مسئولية الاتحاد وإدارته على سبيل المثال، أما الأداء داخل المستطيل الأخضر فهو مسئولية المدرب واللاعبين أولا، ويسأل الاتحاد عن أسباب التعاقد مع مدرب بعينه.. ويسأل الاتحاد عن دوره فى مراجعة أداء المدرب وفلسفته والتطوير الذى يفعله للعبة والمنتخب وفقا لمشروع فنى خاص بالمنتخبات..
** عندما لعب المنتخب مباراتين مع جزر القمر وكينيا واحتل المركز الثالث فى تصفيات الأمم الإفريقية 2021.. برر حسام البدرى هذا التأخر بحالة اللاعبين بعد نهائيات الأمم وبتوقف مسابقة الدورى 40 يوما. والآن هو يطالب بتوقف الدورى عقب مباراة السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك. وهنا إشكالية قديمة.. فهل كرة القدم فى مصر هى المنتخب أم أنها المسابقات المحلية، دورى وكأس ودرجة ثانية وثالثة ورابعة أيضا، وعقود اللاعبين، والمدربين، ورخصهم، ومستوى التحكيم، وانتظام المسابقات والجداول، وترخيص شركات الأندية لكرة القدم، وإطلاق دورى المحترفين، ورابطة المحترفين. وانتظام واتساع مسابقات الناشئين وفقا لمعايير فنية محسوبة، وحالة الملاعب والاستادات، والحضور الجماهيرى وتنظيم هذا الحضور، وتنظيم الدخول والخروج إلى الملاعب، ووجود تكنولوجيا مساعدة لتنظيم المسابقات مثل تقنية الفار وتقنية عين الصقر وسماعات الحكام التى أصبحت مباحة لمباريات الأهلى والزمالك ومفقودة فى مباريات أخرى.. كرة القدم فى مصر مشروع كامل من مسئولية الاتحاد..
** هل إيقاف الدورى وتعطيله ينقذ المنتخب؟ هل تفعل كل الدول التى تملك سياسة صحيحة وصحية ذلك فتوقف المسابقات المحلية من أجل المنتخب؟ وهل الدورى وسيلة إعداد للاعبين أم وسيلة تسلب من اللاعبين مهاراتهم؟ ألا ترون حالة الكرة الإنجليزية، فكيف يملكون أقوى دورى فى العالم وأكثر مسابقة ثرية وغنية وفى الوقت نفسه بدأوا متأخرين مشروعهم لإنقاذ المنتخبات ففاز فريقا الناشئين والشباب ببطولتى كأس العالم لأول مرة فى تاريخ الإنجليز عام 2017؟
** القضية ليست كوبر أو أجييرى. وليست الجوهرى أو حسن شحاتة.. وإنما تعريف الكرة المصرية وسيكون من أولويات مشروع أى اتحاد. فهى كل هذا الذى سبق بجوار المنتخبات الوطنية.. هى كل هذا بلجنة فنية، وبفهم لملكات اللاعب المصرى ومواهبه وما يملكه وما لا يملكه من مهارات.. وبفهم حقيقى لعملية بناء اللعبة وبناء المنتخبات وبفهم حقيقى للفارق بين الاستعداد لبطولة أو مباراة. وتعانى المنتخبات المصرية من خلط مذهل بين الاستعداد وبين البناء..!
** نقول ذلك منذ سنوات. والواقع أن الاتحادات المتعاقبة على الجبلاية لم تضع مشروعا حقيقيا متكاملا. ولا يوجد تعريف دقيق للكرة المصرية. فيوم يفوز المنتخب بكأس إفريقيا يقولون إن الكرة بخير، وحين يخسر المنتخب بطولة أو مباراة يقول الرأى العام والخبراء إن الكرة بحالة سيئة. وهذا ليس دقيقا وليس صحيحا.
** منذ عقود طويلة لم يضع أى اتحاد لكرة القدم مشروعا فنيا مدروسا وطويلا وعميقا للكرة المصرية. وكلنا نتذكر تعبير
«إصلاح مسار الكرة المصرية».. راجعوا التاريخ فسترون هذا التعبير، تعبيرا قديما يشبه عملية إصلاح مسار سفينة فضاء فى طريقها إلى القمر.. أى قمر هذا الذى تسير إليه كرة القدم فى مصر؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف