تلقيت رسالة من إحدى خريجات كلية التربية، تحمل من الآلام والدموع ما يكفى رثاء كل دفعتها، وينطبق عليها المثل المشهور شر البلية ما يضحك.

فالرسالة تحمل من السخرية والألم، ما يجعل وزير التعليم طارق شوقى يعيد حساباته فى البقاء فى الوزارة من عدمه.

صاحبة الرسالة اسمها فيروز حسام عبدالفتاح، تتحدث عن مسابقة اختيار 120 ألف معلم، التى دشنتها الوزارة على موقعها الرسمى فى شهر أكتوبر الماضى، والتى حددت 7 شروط لقبول المعلمين، جاء أهمها وأخطرها هو أن المعلم ليس من حقه أن يطلب التثبيت فى التربية والتعليم، لأن التعاقد سيكون مع شركة خاصة، وقد سردت فيروز رحلتها مع هذه الشروط بطريقتها البسيطة، حيث ترجمت الشروط إلى مصروفات، والتى جاء تفنيدها كما يلى:

٢٠٠ جنيه نقابة المعلمين، لأن ده شرط تقديم، حاضر المهم نشتغل كمان ٢٠٠ جنيه زيهم عشان ترفع ورقك ويتراجع.. ثم تنتقل إلى خطوة أخرى تقول فيها، هو السنتر اللى قدملك مش هياخد تعبه ولا إيه؟

- لا إزااااى.. ٧٠ جنيه أهم اتفضل يا باشا.

هات بقى ٦٠٠ جنيه عشان icdl لو هتمتحن على طول، بس لو عايز محاضرات ادفع ١٠٠٠ جنيه.

طب ٦٠٠ جنيه أهم أنا هذاكر لنفسى اما نشوف آخرتها إيه، وصحصح معانا لسه فيه كمان ٤٠٠ جنيه تنال عشان تبقى مؤهل أنك تكون معلم!

- وهو التنال اللى هيأهلنى؟ أمال المؤهل اللى معايا لزمته إيه؟

وتستطرد فيروز قائلة: فيه كمان ١٥٠ جنيه عشان الاختبار النفسى.

- نفسى إيه يا باشا هو حد قالك إنى أنا مجنون؟

والامتحان ها يكون فى القاهرة.

يعنى الناس ها تيجى من الصعيد ومن بحرى المشوار الصعب ده؟

يعنى ٥٠٠ جنيه كمان مواصلات، لازم نفسى يبقى طويل، المهم أوصل.

حمد الله ع السلامة يا باشا، أنت رسبت فى بعض المديولات سقطت ولازم تعيدهم ادفع.. وكمان وقعت فى التنال.. ادفع عشان لازم تعيده.. ادفع خد عندك كمان أنت.

سقطت فى النفسى.. مع السلامة يا مستر.

طيب والناس اللى تخطت كل المراحل دى ونجحت بنقولهم.. تهانينا لقد أتممتم جميع المراحل وانتظروا المفاضلة.. طب فى سؤال محيرنى.. هى المفاضلة على إيه؟

- على التقدير العام للمؤهل واللى معاه دكتوراه وماجستير طبعااا.

- أمال سيادتك دخلتنى كل المراحل اللى فاتت دى ليه؟ ما شهادتى عندك وفاضل براحتك وأنا راضى ضميرك.

ولا حضرتك لازم تكرهنى فى دنيتى.. واختتمت صاحبة الرسالة بجملة:

< استنى.. نسيت أقولك إننا معندناش أصلاً عجز وكنا بنهزر معاك شوية وبنخليك تاخد شهادات عشان عقلك ما يصديش، فرصة سعيدة ونتقابل فى مسابقة جديدة.