الوفد
عبد الرحمن فهمى
ذكريات قلم معاصر .. نحن متفقون.. فلماذا الخلاف بينكما خلافا
كان عضو الوفد القديم عبدالرحمن فهمى يطبع منشورات ثورية يوميا تقريبا خلال مفاوضات مصطفى النحاس فى لندن.. حاولت حكومة الاحتلال ضبط المطبعة ومن يقوم بتوزيعها دون جدوى... كانت الطباعة بعض منتصف الليل والتوزيع تحت أرغفة العيش فوق «مشنة» العيش طول الليل!!! وكان الناس ينتظرون المنشورات لقراءة ما يحب أن يقرأونه!!!... إلى أن قررت الحكومة منح خمسة آلاف جنيه لمن يرشد إلى مكان المطبعة..

سال لعاب أحد موزعى أرغفة العيش.. فقد كان الخمسة آلاف جنيه فى ذلك الوقت وقت الخمسينيات كفيل ببناء ابموبيليا أو برج ايفيل فى باريس فى نفس هذا الوقت!!! وتم القبض على عبدالرحمن فهمى.

...

تقرر تقديم عبدالرحمن فهمى لمحاكمة سريعة.. بعد ساعات كانت المحاكمة وحكم الإعدام!!!..

ماذا فعل مصطفى النحاس وهو فى لندن؟

- قرر السفر فى نفس اللحظة إلى القاهرة فى عز المفاوضات!!! وأرسل برقية إلى المندوب السامى البريطانى بإنذاره وتحذيره من تنفيذ حكم الإعدام وإلا سيكون رد الفعل أشد وأقوى من الإعدام.

حاول مصطفى النحاس السفر فى نفس الساعة لا نفس اليوم ولكن تعذر ذلك لعدم وجود طائرة ولا سفينة متجهة إلى مصر فى هذا الأسبوع.. طبعا كان واضحا التلاعب فى مواعيد سفر المواصلات المتجهة إلى القاهرة - حاول النحاس السفر بأى شكل مثل أية شركة طيران أو حتى منطاد زبلن!!! من باب عمل المستحيل وما سيترتب عليه من مخاطر جسيمة!!! تدخلت حكومات أوروبا وضرورة السفر وإيقاف أى عقوبة.. وفى ساعات تقرر تأجيل السفر وتأجيل أى مساس بالمتهم عبدالرحمن ورفاقه!!

...

...

هذا ما فعله مصطفى النحاس لينقذ أحد رجاله؟

ماذا فعله الوفد الحالى لينقذ جريدته الناطقة بلسانه.. جريدته التى كان أحد أصحاب الجريدة هو الذى أنقذ رقاب كل أعضاء مجلس الثورة من المنشقة فى الوقت المناسب - جريدته الوحيدة التى أيدت الحركة فى نفس يوم خروجها - الجريدة التى هددها الملك رسميا وعلنيا بقفلها ومعاقبة كل من فيها خصوصا بعد حريق القاهرة.

...

نحن لا نتسول مالا.. ولا أى تعويض بأية صورة... فنحن فقط نطالب بالعدالة.. بحكم قضائى صدر بالفعل خلال محاكمة آل أبوالفتح بحقهم بإصدار جريدة «المصرى» وفى قضية أخرى حق آل أبوالفتح فى الحديقة التى سميت يوما حديقة عبدالناصر الذى كان يسير فيها كل ليلة.

...

كل ما نتمناه أن يعثر مجلس أمناء مجلس الدولة.. على التقريرين الاثنين: إصدار «المصرى» وتمليك الأسرة 80 «ثمانين» مترا شارع قصر العينى باسم حديقة جمال عبدالناصر.. ونحن لا نريد الجريدة ولا أرض قصر العينى الآن فلماذا الخلاف.

...

وبعد...

قرأت قرارات رجال الإعلام فى اجتماع حافل اشترك فيه رؤساء مجالس الإدارات والتحرير مع الوزراء وكل المسئولين.. ودون فخر.. فى أواخر أيام الدكتور يوسف بطرس غالى قبل ثورة 11 يناير تم تشكيل لجنة اشتركت فيها كل هذه الهيئات القضائية مضاف إليها مجلس أمناء مجلس الدولة.. وكان لى شرف الاشتراك فى هذه اللجنة.

ما رأيكم أن قرارات هذا الاجتماع الطويل جدا لا يخرج عن قرارات لجنتنا قبل 11 يناير.. نفس القرارات حتى إصدارات الصحف القومية والإعلانات بجانبيها.. إعلانات الحكومة تستأثر بها الصحف القومية مجانا وباقى الإعلانات لتمويل الصحف القومية من فرق الثمن.. كل القرارات... حتى العقارات التى تركتها الصحف القومية.. نفس الاقتراح الخاص ببيع هذه العقارات يتفاوض على الثمن بين الحكومة وأصحاب العقارات... وهو الاقتراح الذى كتبته مرتين ووقعت عليه... أعطيت الصورة الأولى للدكتور كمال الجنزورى وكان رئيسا للوزراء... والصورة الثانية مع أستاذنا نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد.. تعالوا نبيع معا ونأخذ الفتات بجانبكم خوفا من عدم البيع لأنكم لا تملكون أصلا.

وأخيرا...

لا خلاف بيننا قط.. ومن زمان.. ولنا جميعا شرف الاتفاق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف