الوطن
رامى جلال عامر
ضربة «دبى» المزدوجة
مدينة «دبى» هى ثانى أكبر إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة، مساحتها أكبر قليلاً من أربعة آلاف كيلومتر مربع، أى 5% من مساحة الدولة، وهى مساحة تقارب مساحة محافظة «الشرقية» المصرية، أو «الإسكندرية» مضافاً إليها «الإسماعيلية»، أو «المنيا» مع «قنا»، أو «أسيوط» و«سوهاج» و«القليوبية» مجتمعة.. وسكان دبى يقتربون من مليونين ونصف، اجتمعوا على أرضها من كل دول الكوكب، فى تنوع إنسانى وكوكتيل بشرى فريد، مثل الموجود فى ولاية نيويورك الأمريكية على سبيل المثال، مع فارق مهم وهو أن جودة الأجانب الموجودين فى «دبى» أعلى، بشكل عام، من تلك الموجودة فى نيويورك؛ فهم ليسوا مهاجرين، لكنهم «عمالة ماهرة» تجمعت من كل بقاع العالم على أرض «دبى».

مدينة «ادبَى»، كما ينطقها الأشقاء الإماراتيون، أصبحت منارة حقيقية تنضم لأخواتها من المدن العربية المشرقة؛ فبين أبوظبى بثقلها السياسى غرباً، والشارقة بثقلها الثقافى شرقاً، تقع دبى لتجمع بين الحسنيين، ما حولها لسنوات إلى مركز إشعاعى مهم فى محيطها الإقليمى، ثم وبالتراكم بدأ هذا الإشعاع يتمدد إلى مستويات عالمية، وأحد تجليات هذا التراكم وذاك التمدد يتمثل فى حدثين يجريان هذا العام فى «دبى».

الحدث الأول هو القمة العالمية للحكومات، وهى منصة عالمية لاستشراف مستقبل حكومات العالم، تركز على كيفية تسخير التكنولوجيا للتغلب على تحديات الإنسان فى العصر الحديث.. وهى فعالية غير ربحية تُعنى بالأساس بكيفية دمج الابتكار والإبداع مع العمل الحكومى، كونها منصة مهمة للتواصل وتبادل المعارف والأفكار.

فى القمة العالمية للحكومات، التى تنطلق فى فبراير من كل عام، التقيت بكبار الشخصيات فى المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية، وتعرفت على آخر مستجدات العلم والابتكار، وهذا هو أكثر ما يميز القمة دوماً: المحتوى القوى والعميق. وهى ستضم هذا العام أكبر سوق عالمى للتجارب الحكومية، وأكبر عدد من الأبحاث التخصصية فى مستقبل عمل الحكومات، وسيكون عدد الحضور ضخماً يصل إلى مائة ألف، منهم 10 آلاف مسئول و30 منظمة دولية و600 مفكر وخبير.

الحدث الثانى هو: معرض «إكسبو 2020 دبى»، الذى يُقام تحت عنوان «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وهى المرة الأولى له فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

أول معرض إكسبو انطلق عام 1851، فى «لندن»، وعُرف وقتها باسم «المعرض العظيم»، وأقيمت آخر دورتين له فى «شنغهاى» الصينية و«ميلانو» الإيطالية. ومعرض الإكسبو حدث عالمى مهم مثل الأولمبياد أو كأس العالم لكرة القدم، وهو يستمر لستة أشهر. ومن المتوقع أن يصل التأثير الاقتصادى المباشر وغير المباشر الناتج عنه إلى قرابة 150 مليار درهم، كما سيرفع قيمة التجارة غير النفطية لدبى إلى 4٫5 تريليون درهم فى 2020 (خصوصاً فى قطاع الاستثمار فى الضيافة والطيران)، وسيحضر فى معرض «إكسبو 2020 دبى» أكثر من 25 مليون زائر، ثلثا هذا العدد من خارج دولة الإمارات.

شاركت العام الماضى فى القمة العالمية للحكومات، وزرت تجهيزات موقع «إكسبو 2020 بدبى». وهذا العام، ستكون القمة العالمية للحكومات هى الإطار الفكرى للمعرض، وهو ما يجعل هذه القمة فريدة وهذا المعرض متفرداً. مبروك لدبى التى تساهم بإيجابية فى تغيير الصورة الذهنية لكل ما هو خليجى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف