عبد النبى عبد الستار
بالحبر الأبيض .. الفاشل اللى عرفناه أفضل من الفاشل اللى معرفنهوش !
** عندما يكون معايير اختيار الجميع فى الدولة أهل الثقة وليس أهل الكفاءة ، عندما يتم تدوير مجموعة من البشر لا يجيدون شيئا سوى ممارسة طقوس السمع والطاعة ، فلا تنتظر خيرا .. للأسف الشديد هذا ما يفعله معظم القيادات وأولوا الأمر فى عالم السياسة والثقافة والصحافة والاعلام والرياضة والفن والأدب .. حتى فى عالم سمسم لهذا تتقزم المناصب والشخصيات .. وطول ما أمثال ( سما ) فى ( السما ) سيظل المحترمون والأكفاء فى ( الأرض ) .. طول ما أمثال الغندور والكمسارية وشلبوكا وعدلى كوهين فى ( صدر ) المشهد ستظل الكرة المصرية فى ( المؤخرة ) ..
وأقولها صراحة وبكل وضوح وبدون لف ولا دوران اذا ظلت معايير اختيار البشر للكراسى هى القدرة على الانبطاح والخضوع والخنوع لا أمل فى شئ على أى مستوى .. اذا ظل شعار الأجهزة والقيادات التى ترشح لأى منصب ( اللى عرفناه أفضل من اللى معرفنهوش ) .. وشغل الأونطة وحلق حوش لن تقوم لأى مؤسسة قائمة .
** وأجد نفسى مضطرا لأن أصدم الجميع أن الواقع أسوأ مما يتخيلون أو يتصورون .. المناخ خانق ، سئ ، والنتيجة بعيا عن السادة المطبلاتية والأرزقية ، وأصحاب نظرية ( احنا اللى دهنا الهوا دوكو ) .. النتيجة أقرب للصفر الكبير سياسيا واعلاميا وثقافيا ورياضيا وفنيا واجتماعيا ( صفر طويل وعريض ) .
** أرجو ألا يتصور أحد ممن يقرأ هذه السطور أنه من الناجين من سوء الاختيار ، أنه خارج نطاق هؤلاء الذين يصرون على صناعة الحاشية والشلة ومدمنى نظرية ( الفاشل اللى عرفناه أفضل من الفاشل اللى معرفنهوش ) .
** محبة الناس من محبة الله .. خلال مشاركتى فى عزاء السيدة الراحلة شقيقة المستشار مرتضى منصور وجدت مصر هناك تقدم واجب العزاء .. الرئيس عبد الفتاح السيسى يوفد مندوبا عنه ، الرئيس السابق حسنى مبارك يوفد نجليه المحترمين علاء وجمال مبارك وهو يتصل هاتفيا ليعزى بنفسه ، رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ورموز المجتمع المصرى من اعلاميين وسياسيين ورياضيين وفنانين ورجال أعمال يتسابقون على تقديم واجب العزاء لرجل عرف عنه نقاء القلب وعشق البشر .. ولكنى أتوقف أمام حضور رموز الأهلى الحقيقيين المحترمين أمثال المهندس محمود طاهر رئيس الأهلى عف اللسان ونظيف اليد وطاهر أبو زيد رمز الأهلى الكبير والمحترم وغيرهما من رموز الأهلى الحقيقيين .
.. جاء الجميع يتسابقون على مشاطرة مرتضى منصور أحزانه حبا له وليس خوفا منه ، فيقينى أن بين هذا الرجل وبين الله عمارا يفتقده أدعياء الفضيلة .. دامت نعمة وجود مرتضى منصور للزملكاوية ولمصر ودام حب الله وحب البشر له .